الأربعاء، 23 يوليو 2014

البرازيل نمو اقتصادي و استمرار التفاوتات في التنمية البشرية

تمهيد و إشكال
تعتبر البرازيل ثاني قوة اقتصادية بالعالم النامي(التاسعة عالميا) إذن فما هي مظاهر النمو االإقتصادي
للبرازيل وماهي العوامل المفسرة لها وماهي مظاهر التفاوتات السوسيومجالية؟وماهي مظاهر تفاوت
مستويات التنمية البشرية بالبرازيل.
أولا: مظاهر النمو الإقتصادي بالبرازيل:
1 - مظاهر تطور الفلاحة البرازيلية.
- احتلال البرازيل مراتب متقدمة متقدمة في بعض المنتجات الزراعية،حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا
في إنتاج البن وقصب السكر والحوامض،والمرتبة الثالثة في إنتاج الذرة..إضافة إلى أهمية إنتاجها من
الكاآاو والقطن والصوجا،حيث تعتبر هذه الأخيرة المنتوج الرئيسي للبلاد.
- الإمتداد الكبير لمجال الزراعات التسويقية بالبرازيل.
-أهمية الثروات الحيوانية حيث تحتل البرازيل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الأبقار والثالثة في إنتاج
الخنازير والتاسعة في إنتاج الأغنام،إذ تعتمد البرازيل على تقنيات حديثة في تربية الماشية(مراعي
اصطناعية لتربية الأبقار..) .
2 - مظاهر النهضة الصناعية والتجارية بالبرازيل
أ- مظاهر النهضة الصناعية بالبرازيل:
- تضاعف قيمة الإنتاج الصناعي أآثر من 4 في السنين الأخيرة.
- تعدد أنواع الصناعات بالبرازيل،فإلى جانب صناعة الصلب والصناعات الكيماوية نجد الصناعة
الغذائية والإستهلاآية التي تحتل فيهما البرازيل المرتبة الأولى عالميا.
- تطوير البرازيل للصناعات الأساسية والعالية التكنولوجيا(صناعة الطائرات،المرتبة 4 عالميا)،هذا ومن
مظاهر قوة الصناعة بالبرازيل تشغيلها ل 20 بالمائة من مجموع الساآنة النشيطة ومساهمتها ب 44
بالمائة من الناتج الخام.
ارتفاع إنتاج البرازيل من السيارات حيث تضاعف إنتاجها ما بين 1986 و 2000 بفعل إطلاق مشروع
صناعة السيارات ذات الوقود الثلاثي(آحول الإيثانول،الغاز الطبيعي،البنزين).
تزود البرازيل بعض الدول الأوربية و آذا و.م.أ بقطاع الغيار والمحرآات.والملاحظ هو أن 90 بالمائة
من السيارات المستعملة في البرازيل هي من صنع محلي.
المبادلات التجارية بالبرازيل:
تغلب المواد المصنعة على بنية الصادرات البرازيلية إذ تمثل 65.7 بالمائة،من مجموع الصادرات.
إن ارتفاع نسبة الصادرات الصناعية للبرازيل يعتبر مؤشرا على قوتها الصناعية وآذا التجارية.
ترتفع حجم المبادلات التجارية البرازيلية مع دول "ميرآوسير"(السوق المشترآة لأمريكا الجنوبية)بذلك
فالبرازيل تحتل مكانة متميزة صمن هذا التكثل الجهوي.وتعتبر الأرجنتين أهم شريك تجاري للبرازيل في
المنطقة.
انعكست النهضة الصناعية والفلاحية بشكل إيجابي على التجارة البرازيلية
ثانيا: العوامل المفسرة للنمو الإقتصادي للبرازيل:

1 - العوامل الطبيعية والبشرية والتنظيمية:
أ - العوامل الطبيعية:
- الإمتداد الجغرافي الكبير للبرازيل فهي بمتابة بلد بحجم قارة،تمتد على مساحة تقدر ب 854.740.10
آلم مربع حيث تشغل لوحدها نصف مساحة القارة الأمريكية الجنوبية،وتعتبر البرازيل خامس دولة من
حيث امتدادها المجالي.
- توفر البرازيل على على ثروات مائية مهمة (نهر الأمازون وروافده) إذ تستأثر البرازيل بحوالي 20
بالمائة من مجموع المياه العذبة بالعالم.
- توفر البرازيل على ثروات معدنية وطاقية مهمة(المنغنيز،البوآسيت،الذهب،الحديد،الفضة،،آبار
النفط..).
نستنتج أن العوامل الطبيعية تعتبر دعامة تعزز النمو الإقتصادي للبرازيل.
ب-العوامل البشرية:
تعتبر البرازيل قوة بشرية،إذ تحتل المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد سكانها ( 186 مليون نسمة).
تشغل الخذمات أآبر نسبة الساآنة النشيطة بالبرازيل ثم تليها الصناعة والفلاحة،غير أن هذه المعطيات
تبقى مختلفة حسب الجهات.
ج - العوامل التنظيمية:
تتمثل العوامل التنظيمية في تبني البرازيل لسياسة اجتماعية فعالة،من بينها برنامج صفر جوع والذي
يهدف إلى التقليص من نسبة الفقر،وقد لعبت حكومة الرئيس " دي سيلفا" دورا آبيرا في الإصلاحات
التي عرفتها البرازيل خاصة على مستوى الإصلاح الزراعي وقد جاءت هذه الإصلاحات تحت شعار "
الأرض لمن يحرثها" هذا بالإضافة إلى تقديم القروض و المساعدات المالية للأسر.
مر الإقتصاد البرازيلي بعدة دورات اقتصادية،دورة قصب السكر (خلال ق 16 و 17 م) ودورة المعادن
( النفيسة خاصة الذهب (خلال ق 18 ) ثم دورة المطاط والقطن ثم البن (خلال ق 19 ومنتصف ق 20
والإتجاه نحو التصنيع (دورة التصنيع) ابتداء من منتصف القرن 20 إلى الآن.وقد رافق هذه الدورات
الإقتصادية توسعا مجاليا أدى إلى تعمير العديد من المناطق الفارغة،مما مكن البرازيل من وضع أسس
حديثة لأقتصاده.
نستنتج أن توسع البرازيل مجاليا مكنها من استثمار مجالها.وبالتالي رفع من نموها الإقتصادي.
هذا وقد اتجهت سياسة البرازيل نحوتأآيد حضورها على الساحة الدولية،سيما و أن لها حضور قوي على
المستوى الدبلوماسي في مختلف الملتقيات العالمية،وهي تهدف بذلك الحصول على مقعد دائم بالأمم
المتحدة،ومن مبادراتها في هذا الإطار: مشارآتها في قيادة قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة "القبعات
الزرق" خلال الأزمة التي عصفت بجزر هايتي سنة 2004 .إلى جانب دورها البارز في قيادة دول
الجنوب في المحافل الدولية (مجموعة 20 نموذجا).
ثالثا: مظاهر التفاوتات السوسيومجالية بالبرازيل:
تتفاوت المناطق بالبرازيل حسب توزيع السكان والدخل، ففي الجنوب الشرقي يترآز 42.6 بالمائة من
السكان و 58.3 بالمائة من مجموع الدخل.وبذلك تنخفض نسبة الكثافة السكانية و معدل الدخل آلما اتجهنا
من الجنوب الشرقي والجنوب نحو الشمال والغرب.ويفسر ترآز السكان وارتفاع الدخل بالجنوب إلى
آونه يشكل مجالا لترآز أهم الأنشطة الإقتصادية و إطارا للمثلت الصناعي الرئيسي بالبرازيل.
وبناء على هذه المعطيات يمكن تقسيم البرازيل إلى عدة مجالات تتميز بعدم تجانسها:
الشرق: يتميز بتخلفه وتأخره حيث أن الشمال الغربي والجنوب الغربي والغرب يشكل ما يسمى بمضلع
الفقر بالبرازيل..
المجالات القديمة: تمتد بالشرق الغرب.ثم بالجنوب الغربي والشمال الغربي وهي مجالات جد فقيرة.
المجالات الحديثة: والتي تعتبر مرآزا للأنشطة الصناعية والإقتصادية الحديثة.

- مجالات في مرحلة التطور: وهي هوامش محيطة بالمجالات الحديثة(المجالات المحيطة ببرازيليا
نموذجا).
نستنتج أن هناك تناقض بين الشمال الشرقي والجنوب الشرقي للبرازيل حيث أن الجنوب الشرقي
أصبح يشكل مجالا مساعدا على التطوربفعل طبيعة النظام الإقتصادي العصري به،خاصة و أنه
استفاد من هجرات الأوربيين نحوه،ووجود طبقة وسطى به إلى جانب تشبع هذا المجال بفكر
المقاولة.في حين نجد أن الشمال الشرقي لا زال يجتر النظام التقليدي العبودي منذ ق 16 م (جلب العبيد
من افريقيا على عكس الجنوب الشرقي الذي تدفق عليه الأوربيين الأآثر تأهيلا..)..ويلاحظ أن
الأقليات تسيطر على باقي الفئات الأخرى مما يفسر انتشار الفقر بهذا المجال الذي أصبحت ظروفه
الإقتصادية والإجتماعية غير مساعدة على التطور
آل هذه المعطيات تفسر تباين مستوى التنمية الإقتصادية بين المجالات البرازيلية خاصة بين الشمال
الشرقي والجنوب الشرقي.
هذا ومن بين مظاهر الإختلالات المجالية بالبرازيل وجود مدن جد متطورة وغنية. وبهوامشها مدن
الصفيح حيث ينتشر الفقر…
بعض مظاهر التفاونات الإجتماعية:
- تتبان مؤشرات التنمية البشرية بالبرازيل ويمكن القول أن مستوياتها (التنمية البشرية) تنخفض آلما
اتجهنا من الجنوب الشرقي والجنوب نحو الشمال..
- تباين مستوى التنمية البشرية بين الأرياف والمدن حيث ينتشر الفقر بشكل آبير بالأرياف (حوالي
20 مليون فقير) يعاني أغلبهم من الأمية،السكن غير الصحي،ضعف التغطية الصحية و الإفتقار إلى
الحاجيات الضرورية بشكل عام (الماء والكهرباء..).
- معاناة السكان من الإستغلال حيث يشتغل العديد منهم في الإستغلاليات الواسعة والتي تعرف ب
اللاتيفونديوم (اللاتيفونديا).
وجود تفاوت في توزيع الأراضي،حيث يبقى العديد من الفلاحين بالبرازيل بدون أرض وهو ما يفسر
ظهور العديد من حرآات الإحتجاج.(مظاهرات).
نخلص مما سبق أن البرازيل تمكنت من تحقيق قفزة اقتصادية مهمة غير أن تباين مستوى التنمية
البشرية بها يعتبر من أبرز التحديات المطروحة على الدولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق