الأربعاء، 23 يوليو 2014

الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عظمى



تمهيد:
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم حسب التصنيف الدولي، لكنها تواجه بعض المشاكل.
v    ما هي المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية للولايات الأمريكية؟
v    ما هي مظاهر وعوامل تفوق الاقتصاد الأمريكي؟
v    ما هي مشاكل الاقتصاد الأمريكي؟
المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية الولايات المتحدة الأمريكية:
المؤهلات الطبيعية:
تتدرج تضاريس الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق إلى الغرب على النحو الآتي:
ü     السهل الساحلي الشرقي: ويطل على المحيط الأطلنتي ويتميز بمساحة محدودة.
ü     مرتفعات الأبلاش: كتل قديمة منعزلة قليلة إلى متوسطة الارتفاع.
ü     السهول الوسطى: تشكل الجزء الأكبر من تضاريس الولايات المتحدة الأمريكية وتنقسم بدورها إلى ثلاث مناطق: منطقة البحيرات الكبرى – منطقة المسيسبي Mississipi - السهول العليا .
ü     مرتفعات الغرب الأمريكي: وتشمل جبالا مرتفعة كجبال الروكي وهضابا عليا كهضبة كولومبيا.
يتنوع مناخ الولايات المتحدة الأمريكية بفعل عدة عوامل:
توجد في الولايات م الأمريكية الأقاليم المناخية الآتية: المناخ القاري الرطب في وسط وشرق البلاد- المناخ القاري الجاف والمناخ الجبلي في الغرب الداخلي- المناخ شبه المداري في الجنوب الشرقي عند خليج المكسيك - المناخ المتوسطي في منطقة كاليفورنيا-  المناخ المحيطي في الساحل الشمالي الغربي للبلاد.
تتحكم عدة عوامل طبيعية في المناخ الأمريكي منها : الموقع في العروض الوسطى – ضخامة المساحة – الانفتاح على الكتل الهوائية القطبية والمدارية – الامتداد الطولي للتضاريس – التأثر بالتيارات البحرية .
مصادر الطاقة والمعادن:
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أهم الدول المنتجة لمصادر الطاقة (الفحم، البترول والغاز الطبيعي) وللمعادن خاصة الحديد والفوسفاط والنحاس والرصاص، ورغم ذلك تلجأ إلى الاستيراد نظرا لقوة صناعتها.
الخصائص البشرية:
انتقل عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية من أربعة ملايين نسمة سنة 1776 (تاريخ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية) إلى 306 مليون نسمة سنة 2009 ويفسر هذا التطور السكاني الكبير بعاملين هما:
ü     عامل رئيسي: استقبال الملايين المهاجرين خاصة من أوربا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
ü     عامل ثانوي: معدل التكاثر الطبيعي الذي أصبح ضعيفا منذ منتصف القرن 20 بسبب تطبيق السكان لسياسة تحديد النسل.
أدى توافد المهاجرين إلى التنوع العرقي. ويشكل العنصر الأبيض الجزء الأكبر من سكان الولايات المتحدة الأمريكية وهو في معظمه من أصل أوربي. أما الأقليات فتشمل باقي العناصر وفي طليعتها السود ذوو الأصل الإفريقي، والعناصر الصغر ذوو الأصل الأسيوي، وأخيرا الهنود الحمر الذين يعتبرون السكان الأصليين، أمام ضعف معدل التكاثر الطبيعي ترتفع نسبة الشيوخ، وتطغى الفئة الوسطى.
يتباين التوزيع الجغرافي لساكنة الولايات المتحدة الأمريكية حيث ترتفع الكثافة السكانية في المنطقة الشرقية والساحل الغربي بسبب ملائمة الظروف الطبيعية وأهمية النشاط الاقتصادي. في المقابل فالكثافة السكانية ضعيفة في الغرب الداخلي أمام قساوة الظروف الطبيعية وهزالة النشاط الاقتصادي.
الجوانب التنظيمية والعلمية:
يتخذ التركيز الرأسمالي شكلين رئيسيين هما:
ü     التركيز الأفقي: اندماج الشركات المتشابهة التخصص.
ü     التركيز العمودي: اندماج الشركات ذات التخصصات المتكاملة.
أدى التركيز الرأسمالي إلى ظهور المؤسسات الاقتصادية العملاقة والتي يمكن تحديدها على النحو الآتي:
التروست  Trust: شركة ضخمة تهيمن على إنتاج مادة معينة.


ü     الهولدينغ Holding أو شركة التملك: مؤسسة مالية تمتلك أو تساهم مساهمة رئيسية في رأسمال عدة شركات.
ü     التجمع الصناعي: تكتل لشركات صناعية متباينة التخصصات دون أن يصل إنتاج كل واحد منها مستوى الاحتكار.
تتضافر جهود الدولة الأمريكية والقطاع الخاص والجامعات والمعاهد العليا في مجال البحث العلمي والتكنولوجي وذلك لمواكبة متطلبات السوق وللحفاظ على تفوق الاقتصاد الأمريكي.
مظاهر وعوامل تفوق الاقتصاد الأمريكي:
النشاط الفلاحي:
تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب (خاصة القمح، الذرة، الأرز) والمزروعات الصناعية (من بينها الصوجا والقطن والشمندر السكري) وبعض أنواع الخضر والفواكه . وتمتلك قطيعا مهما من المواشي في طليعتها الأبقار.
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول مصدر للمنتوجات الفلاحية وخاصة الذرة والصوجا والقطن والقمح
يتمركز النشاط الفلاحي الأمريكي في السهول الوسطى التي تعتبر أكبر مجال فلاحي في العالم، فضلا عن المناطق الساحلية الجنوبية والشرقية والغربية. في المقابل فالفلاحة ضعيفة في الغرب الداخلي.
تفسر قوة الفلاحة الأمريكية بعدة عوامل من بينها:
ü     ظروف طبيعية ملائمة على العموم: انتشار السهول والمنخفضات،  تنوع المناخ، خصوبة التربة،الاعتماد على تقنيات وأساليب حديثة.
ü     دعم الدولة للقطاع الفلاحي وتوفيرها للتجهيزات الأساسية مثل السدود.
ü     الانتقال من الزراعة الوحيدة الإنتاج إلى الزراعة بالتناوب .
ü     تبادل التأثير بين الفلاحة من جهة، والصناعة والتجارة والخدمات من جهة ثانية. وهذا ما يعرف باسم أكربيزنيسAgribusiness.
النشاط الصناعي:
تعد الولايات المتحدة الأمريكية القوة الصناعية الأولى في العالم حيث تساهم بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي لعدة صناعات من بينها صناعة السيارات والصلب والألومونيوم وصناعة الطائرات ومعدات غزو الفضاء بالإضافة إلى الصناعة الكيماوية والصناعة الإلكترونية والمعلوماتية.
تضم الولايات المتحدة الأمريكية مناطق صناعية رئيسية يمكن تحديدها على الشكل الآتي:
ü     منطقة الشمال الشرقي: مجال صناعي قديم ينقسم إلى منطقتين هما: منطقة الميكالوبوليس   Megalopolis  (نطاق المدن العملاقة الممتد من بوسطن إلى واشنطن  عبر نيويورك) ومنطقة البحيرات الكبرى.
ü     منطقة الجنوب: وتشمل مدنا صناعية من أهمها دلاس، وأطلنتا، وهوستون، ونيوأورليانس .
ü     الغرب الساحلي: ويضم مدنا صناعية في مقدمتها لوس أنجلس، وسان فرانسكو، وسياتل.
ترجع قوة الصناعة الأمريكية إلى العوامل الآتية:
ü     فعالية التركيز الرأسمالي.
ü     الاهتمام بالبحث العلمي والتكنولوجي.
ü     أهمية السوق الاستهلاكية أمام ارتفاع عدد السكان وارتفاع الدخل الفردي.
ü     وفرة اليد العاملة المؤهلة سواء منها الأمريكية أو الأجنبية.
ü     التسهيلات الجبائية والإدارية التي تقدمها الدولة الأمريكية للمستثمرين.
ü     وجود رصيد مهم من مصادر الطاقة والمعادن واستيراد الجزء المتبقى بتكاليف ضعيفة.
النشاط التجاري:
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة تجارية وأول مصدر ومستورد في العالم. بالنسبة لتركيب التجارة الخارجية الأمريكية تشكل المنتجات الصناعية الجزء الأكبر من الصادرات والواردات. تفسر قوة التجارة الأمريكية بعدة عوامل منها:
·        ضخامة الإنتاج الصناعي والفلاحي.
·        كثافة شبكة المواصلات الداخلية والخارجية .
الانتماء إلى مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر


·        التعامل التجاري مع معظم دول العالم وخاصة البلدان الأسيوية والأوربية وأمريكا اللاتينية .
مشاكل الاقتصاد الأمريكي:
مشاكل الفلاحة:
تضخم الإنتاج الفلاحي: يرتبط هذا المشكل بالأسباب التالية:
ü     المنافسة الأجنبية من طرف الدول ذات المؤهلات الفلاحية الكبرى.
ü     تمكن بعض زبناء الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ü     تقلص مشتريات الدول الفقيرة من المنتوجات الفلاحية الأمريكية.
ü     تدهور المجال الفلاحي: يؤدي السقي الكثيف إلى استنزاف الفرشة المائية وارتفاع نسبة الملوحة. وتتسبب الزراعة الوحيدة الإنتاج في فقر التربة وتعرف الفلاحة الأمريكية أيضا مشكل انجراف التربة.
مشاكل الصناعة:
ü      ضعف القدرة التنافسية للمصنوعات الأمريكية مقارنة مع منتوجات البلدان الصناعية الجديدة، اليابان، ودول الاتحاد الأوربي بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج الصناعي الأمريكي أمام ارتفاع الأجور وقدم التجهيزات.
ü     الحاجة إلى مصادر الطاقة والمعادن رغم التوفر على رصيد مهم منها وبالتالي ضرورة استيرادها بكميات ضخمة لتلبية متطلبات الصناعة الأمريكية.
عجز الميزان التجاري:
تفوق قيمة الواردات قيمة الصادرات لعدة أسباب منها: ضعف القدرة التنافسية للمصنوعات الأمريكية، وتزايد استيراد مصادر الطاقة والمعادن وضمنها البترول .
الأخطار المناخية والبيئية:
ü     تعرف الولايات المتحدة الأمريكية أخطارا مناخية كبرى منها: الأعاصير، والزوابع القوية، والفيضانات، والعواصف الثلجية، والرياح القطبية، وشدة الحرارة صيفا في بعض المناطق.
ü     يتخذ تدهور البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية أشكالا متعددة منها تلوث الهواء والمياه والتربة، وسوء استغلال الموارد الطبيعية، و حدوث الأمطار الحمضية.
خاتمة:
رغم هذه المشاكل تظل الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم.

شرح المصطلحات :
Ø     الزراعة بالتناوب أو الدورة الزراعية: تعاقب مزروعات مختلفة في نفس الحقل للحفاظ على خصوبة التربة.
Ø     الزراعة الكثيفة: زراعة ذات مردوية مرتفعة وهي نقيض الزراعة الخفيفة أو الواسعة.
Ø     الرعي الواسع: المعتمد على أساليب تقليدية.
Ø     حزام الشمس: شريط يمتد من فلوريدا إلى ساحل المحيط الهادئ، يفصل بين المناطق الباردة شمالا والمناطق الحارة جنوبا.
Ø     السيليكون فالي أو وادي السيليكون: أكبر تجمع للمقاولات المختصة في الصناعات الإلكترونية والمعلوماتية، و يقع قرب سان فرانسيسكو.
Ø     الأمطار الحمضية: أمطار ناتجة عن  شدة ارتفاع  نسبة الغازات الصناعية في الهواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق