بطاقة تعريف :
-الموقع : آسيا الشرقية.
-المساحة: 99274 km2 (الرتبة العالمية 107 ).
-السكان : 50 مليون نسمة سنة 2008 (الرتبة العالمية 25).
-العملة : Won ( الرمز : ₩ ).
-العاصمة واكبر مدينة : سيول Séoul.
-الناتج الداخلي الإجمالي :1342 مليار $ ( الرتبة العالمية 13 ).
تمهيد إشكالي :
تقع كوريا الجنوبية شرق أسيا على مساحة 617 99 كلم² وتضم ساكنة تقدر ب 48 م ن، وقد استطاع هذا البلد الصغير الذي أنجبته الحرب الباردة ان يحقق في ظرف وجيز قفزة نوعية وإقلاعا اقتصاديا جعل منه نموذجا للبلدان الحديثة النمو على المستوى العالمي .
- فأين تتجلى مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية ؟
- ما هي العوامل المفسرة لهذا النمو الاقتصادي؟
- وما هي المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد هذا البلد الأسيوي الصغير ؟
I-مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية
1- مظاهر النمو الصناعي بكوريا الجنوبية :
احتلال اقتصاد كوريا الجنوبية الصف 11 في الترتيب العالمي وذلك بفضل :
- قوة مؤشراتها السوسيو اقتصادية (ناتج داخلي خام ودخل فردي كبيرين 680 مليار دولار بالنسبة للأول و14166 دولار بالنسبة للثاني + مؤشر تنمية بشرية مرتفع 0.912 (الرتبة العالمية 26)+أمد حياة شبيه بالبلدان الصناعية المتقدمة 77.3 سنة + مؤشر بطالة ضعيف 3.1 ٪ .) .
- قوة إنتاجها الصناعي وقدرته على غزو الأسواق العالمية بالمنتوجات المتنوعة ( سيارات ،تلفازات رقمية ،الكترونية دقيقة ...).
- تطور المكانة العالمية للصناعة الكورية ،حيث تحتل الرتبة العالمية 2 في صناعة السفن ،و3 في صنع الأجهزة الالكترونية الدقيقة و5 في صناعة الصلب و 6 في إنتاج السيارات ( هيونداي .كيا )
- النمو المطرد والسريع للإنتاج الصناعي في العقد الأخير وتحسن نسبة مساهمته في الناتج الوطني الخام( 40 ٪ ).
- تعدد المناطق الصناعية المتخصصة وتركزها بالسواحل ، حيت يمكن التميز بين 3 مناطق صناعية رئيسية وهي :
* منطقة سيول- أنشوان بالشمال الغربي(Séoul-Incheon): متخصصة في الصناعات الكيماوية والالكترونية و السيارات والصناعات الغذائية.
* منطقة بوسان- بوهانغ بالجنوب الشرقي (Busan-Pohang):بها صناعة النسيج والسيارات و بناء السفن وتكرير البترول بالإضافة إلى الصناعة الكيماوية
* منطقة كوانغ يو بالجنوب الغربي (Gwangju): بها صناعة نسيجية و أخرى للسيارات وتوليد الكهرباء الحرارية.
- اهتمام كوريا ج الكبير بالصناعة النظيفة العالية التكنولوجية كصناعة شبه الموصلات semi-conducteur التي تعد أساسية و حيوية في صنع الأجهزة الالكترونية الدقيقة ،والتي تتوفر فيها على شركات كبرى عالمية مثل سامسونغ Samsung وهينكس hynix اللتان تصنفان ضمن العشر الأوائل في العالم .
2- مظاهر نموا قطاع التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية
تتلخص مظاهر نمو قطاعي التجارة والخدمات في :
- التطور الكبير والمستمر الذي حققته الصادرات الصناعية من حيث القيمة في معظم الفروع الصناعية خلال 20 سنة الأخيرة أي منذ 1990 ،حيث ارتفعت قيمتها من 85.1 مليار $ سنة 1990 إلى 252.4 مليار $ سنة 2001 .
- غلبة المواد الصناعية على الصادرات بنسبة 92.3 ٪ وعلى واردات بنسبة 63.2 ٪ ، وهو ما يفسر ايجابية الميزان التجاري منذ سنة 1999 م .
- الامتداد الجغرافي للمبادلات التجارية الكورية حيث تشكل بلدان آسيا وخاصة الصين واليابان الزبون الأول لكوريا ج، سواء على مستوى التصدير أو الاستيراد ،تليها الو.م.ا ، فبقية العالم.
- المساهمة الحيوية لقطاع الخدمات في إنعاش الحياة الاقتصادية وخاصة قطاع النقل الذي يعرف ازدهارا كبيرا بالمقارنة مع أنشطة السياحة،التامين والاتصالات وعموما فان هذا القطاع سجل ميزانه تراجعا سنة 2004.
- توفر كوريا ج على بنية تحتية مهمة مثل ميناء أنشون بوابة كوريا على الخارج.
II- العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية
1- عوامل النمو الصناعي
يمكن إجمال أهم العوامل التي ساعدت على نموا الصناعة الكورية في :
- العوامل التاريخية : تمثلت في استفادة كوريا الجنوبية من ظروف الاحتلال الياباني 1910 – 1945 والأمريكي 1945 – 1950 ، ومن التقارب الكوري-الأمريكي والياباني ،حيث استفادت من مشروع مارشال ومن المساعدات اليابانية في ظل الحرب الباردة .
- موارد بشرية مهمة: فسوق الشغل بكوريا ج يتوفر على يد عاملة شابة ،تقنية ،مؤهلة ،رخيصة ،منضبطة ،ومنخرطة في مشاريع التنمية في إطار المشاركة الشعبية .
- عوامل تنظيمية مشجعة :
* تركيز الاقتصاد في يد مقاولات عملاقة تدعى الشيبول CHAEBOL التي تحتكر أنشطة اقتصادية متنوعة ومتكاملة وتحتكر 75 ٪ من الصادرات الكورية .
* خضوع المقاولات لمخططات الدولة التي تسهر على نمو الاقتصاد + وجود مقاولات مختصة في مجالات صناعية محددة مثل هيونداي وكيا (الصناعات الميكانيكية )،سامسونغ وLG ( الصناعات الالكترونية الدقيقة ...).
* انتظام المجال بشكل جعل المناطق الصناعية الرئيسية منفتحة على الصين وجنوب شرق آسيا(ونقصد هنا المنطقة الشمالية الغربية وقطبيها سيول العاصمة والميناء الصناعي لأشون) وعلى اليابان والو.م.أ (ونعني هنا المنطقة الجنوبية الشرقية وقطبها الصناعي ميناء بوسان) .هذا إضافة إلى المدن الصناعية في الوسط والجنوب الغربي. (ارسم خريطة تنظيم المجال الصناعي بكوريا ج .صفحة 207 من الكتاب المدرسي "الأساسي في الجغرافيا".
* اهتمام الدولة الكبيرة بالتعليم ،حيث تحتل الرتبة العالمية الأولى أمام الو.ا.م بتخصيصها ل7.1 ٪ من ناتجها الداخلي الخام للتعليم.
* أهمية الاستثمار في مجال البحث العلمي والتنمية ، حيث تقوم المقاولات الخاصة بالرفع من حجم استثماراتها السنوية في مجال البحث العلمي لتطوير الكفاءات العلمية والتكنولوجية بالبلاد ،الشيء الذي يجعل هذه المقاولات الأولى على مستوى الدول النامية من حيث نسبة المساهمة في البحث والتنمية ( 53 ٪ )،ويفسر مكانة كوريا المتقدمة في مجال براءات الاختراع حيث تحتل الرتبة العالمية الرابعة.
* التطور المطرد للاستثمارات الأجنبية بكوريا ج في العقدين الأخيرين ( 1985 : 532 مليون $ ← 2005 : 7200 مليون $)
2- عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات بكوريا الجنوبية
تتجلى عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات في :
- احتلال كوريا الجنوبية للمرتبة الثانية بعد الصين من حيث نصيبها من صادرات المواد المصنعة ضمن الدول النامية الصاعدة، حيث تمثل هذه النسبة 12 ٪ مقابل 16 ٪ بالصين.
- التطور السريع الذي حققه قطاع إنتاج وتصدير السيارات بكوريا في السنوات الأخيرة (حوالي 3.5 مليون سيارة سنة 2004).واهم الشركات في هذا المجال هيونداي وكيا.
- اكتساح السيارات والأجهزة الالكترونية الكورية العالم بفضل قدرتها الفائقة على المنافسة وعلى تطوير تصاميمها الصناعية وخاصة في مجال الالكترونيات ،حيث حصدت سامسونغ عدة جوائز مشرفة في هذا المجال كما نالت منتجات LG المتنوعة اهتماما في المعارض الدولية ( تلفازات رقمية ثلاثية الأبعاد ،مكيفات هوائية ،هواتف نقالة ...).
- استفادة كوريا ج من انضمامها لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي APEC والمنظمة العالمية للتجارة OMC .
III- آثار التنمية الاقتصادية على الاوضاع الاجتماعية بكوريا الجنوبية
خلفت التنمية الاقتصادية التي تعرفها كوريا الجنوبية بشكل متواصل انعكاسات ايجابية على الوضعين الديمغرافي والاجتماعي ،وهو ما يتضح من خلال:
- انخفاض وثيرة النمو الديمغرافي وانتشار الوعي بتحديد النسل وهو ما ينعكس إيجابا على معدلات الولادات والوفيات ،وعلى بنية الهرم السكاني الذي يتميز بقاعدة ضيقة ( 19 ٪ صغار تقل أعمارهم عن 15 سنة ) وسط منتفخ وقمة شبه حادة ،وهو ما يفسر ارتفاع نسبة النشيطين التي تمثل 72 ٪ من مجموع السكان .
- ارتفاع مؤشري المعرفة والتمدين ،حيث لا تتعدى نسبة الأمية في صفوف الكبار سوى 2٪ ونسبة ساكنة المدن أكثر من 80% وهي من أعلى النسب في العالم.
- العناية بتنمية التعليم والمراهنة عليه في التنمية الاقتصادية ←الالتحاق بصفوف الدول الغربية في هذا القطاع.
- تراجع نسبة اليد العاملة في القطاع الأول ( 3.2% ) وارتفاعها في القطاع الثاني (34.6% ) والقطاع الثالث ( 62.2% ) .وهو توزيع شبيه بتوزيع دول الشمال الصناعية من جهة،ومن جهة ثانية فهو مرتبط بتوجه الدولة التي تشجع التصنيع والتصدير على حساب الفلاحة .
- التطور الايجابي لمؤشرات التنمية البشرية سواء فيما يتعلق بالناتج الداخلي الخام (680.8 مليار $) أو الداخل الفردي (14166 $ ) ← تحسن مؤشر التنمية البشرية IDH الذي وصل سنة 2004 الى 0.912 ← الرتبة 26 عالميا.
- احتلال كوريا ج للمرتبة الأولى عالميا على مستوى نسبة السكان المرتبطين بشبكة الانترنيت ( 71% ) .في حين تحتل الو.م.أ الرتبة الرابعة بنسبة 55%.
- استفاد الكوريين من التكنولوجيا العالية الدقة حيث أصبحت كوريا ج تتوفر على مقاولات متخصصة في انتاج الرقائق الالكترونية والذاكرات وشاشة التلفزة المسطحة العالية الدقة LCD
- تطور البنيات التحتية للمواصلات بظهور القطار السريع.
IV- أهم المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد كوريا الجنوبية
تعترض اقتصاد كوريا الجنوبية مشاكل عديدة من أهمها :
- تراجع الاستهلاك الداخلي بسبب أزمة قروض الاستهلاك وإفلاس عدة مقاولات صغرى ومتوسطة وارتفاعا أسعار المحروقات والمواد الأولية في السنوات الأخيرة ← انعكاس سلبي على الاقتصاد.
- المساهمة الضعيفة للفلاحة في الناتج الداخلي الخام ، حيث لاتتعدى 3.1 ٪ .كما أنها لا تحقق الاكتفاء الذاتي مما يضطر البلاد الى الاستيراد والارتباط بالخارج .فهي مثلا تستورد 99.7% من حاجياتها من القمح،و99% من الذرة و38% من الشعير..الخ
- ارتباط تطور الاقتصاد الكوري بالتصدير يطرح مشكل البحث الدائم عن أسواق خارجية وتجعله سريع التأثر بالأزمات الدولية الاقتصادية والسياسية .
- تفاوت التنمية بين المناطق الساحلية حيث تتركز أهم الأنشطة الصناعية والمؤسسات المالية والموانئ والمطارات الكبرى وشبكة الطرق السيارة والقطار السريع والمناطق الداخلية حيث يسود التهميش .
- تاثير الانفجار الحضري السلبي على البيئة ،حيث يسبب في تلوث الهواء ومياه الأنهار وفي ضوضاء وضجيج حركة التنقل وكذا تشوه المنظر المعماري للبنايات.
خاتمة:
يظهر اذن ان استمرار نمو اقتصاد كوريا الجنوبية يتطلب من الكوريين البحث المستمر عن أسواق خارجية وإيجاد حلول مناسبة لتحديات هذا البلاد الحديث النمو وفي مقدمتها المنافسة الصينية والبطالة التي تهدد حاليا خريجي الجامعات .
-الموقع : آسيا الشرقية.
-المساحة: 99274 km2 (الرتبة العالمية 107 ).
-السكان : 50 مليون نسمة سنة 2008 (الرتبة العالمية 25).
-العملة : Won ( الرمز : ₩ ).
-العاصمة واكبر مدينة : سيول Séoul.
-الناتج الداخلي الإجمالي :1342 مليار $ ( الرتبة العالمية 13 ).
تمهيد إشكالي :
تقع كوريا الجنوبية شرق أسيا على مساحة 617 99 كلم² وتضم ساكنة تقدر ب 48 م ن، وقد استطاع هذا البلد الصغير الذي أنجبته الحرب الباردة ان يحقق في ظرف وجيز قفزة نوعية وإقلاعا اقتصاديا جعل منه نموذجا للبلدان الحديثة النمو على المستوى العالمي .
- فأين تتجلى مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية ؟
- ما هي العوامل المفسرة لهذا النمو الاقتصادي؟
- وما هي المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد هذا البلد الأسيوي الصغير ؟
I-مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية
1- مظاهر النمو الصناعي بكوريا الجنوبية :
احتلال اقتصاد كوريا الجنوبية الصف 11 في الترتيب العالمي وذلك بفضل :
- قوة مؤشراتها السوسيو اقتصادية (ناتج داخلي خام ودخل فردي كبيرين 680 مليار دولار بالنسبة للأول و14166 دولار بالنسبة للثاني + مؤشر تنمية بشرية مرتفع 0.912 (الرتبة العالمية 26)+أمد حياة شبيه بالبلدان الصناعية المتقدمة 77.3 سنة + مؤشر بطالة ضعيف 3.1 ٪ .) .
- قوة إنتاجها الصناعي وقدرته على غزو الأسواق العالمية بالمنتوجات المتنوعة ( سيارات ،تلفازات رقمية ،الكترونية دقيقة ...).
- تطور المكانة العالمية للصناعة الكورية ،حيث تحتل الرتبة العالمية 2 في صناعة السفن ،و3 في صنع الأجهزة الالكترونية الدقيقة و5 في صناعة الصلب و 6 في إنتاج السيارات ( هيونداي .كيا )
- النمو المطرد والسريع للإنتاج الصناعي في العقد الأخير وتحسن نسبة مساهمته في الناتج الوطني الخام( 40 ٪ ).
- تعدد المناطق الصناعية المتخصصة وتركزها بالسواحل ، حيت يمكن التميز بين 3 مناطق صناعية رئيسية وهي :
* منطقة سيول- أنشوان بالشمال الغربي(Séoul-Incheon): متخصصة في الصناعات الكيماوية والالكترونية و السيارات والصناعات الغذائية.
* منطقة بوسان- بوهانغ بالجنوب الشرقي (Busan-Pohang):بها صناعة النسيج والسيارات و بناء السفن وتكرير البترول بالإضافة إلى الصناعة الكيماوية
* منطقة كوانغ يو بالجنوب الغربي (Gwangju): بها صناعة نسيجية و أخرى للسيارات وتوليد الكهرباء الحرارية.
- اهتمام كوريا ج الكبير بالصناعة النظيفة العالية التكنولوجية كصناعة شبه الموصلات semi-conducteur التي تعد أساسية و حيوية في صنع الأجهزة الالكترونية الدقيقة ،والتي تتوفر فيها على شركات كبرى عالمية مثل سامسونغ Samsung وهينكس hynix اللتان تصنفان ضمن العشر الأوائل في العالم .
2- مظاهر نموا قطاع التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية
تتلخص مظاهر نمو قطاعي التجارة والخدمات في :
- التطور الكبير والمستمر الذي حققته الصادرات الصناعية من حيث القيمة في معظم الفروع الصناعية خلال 20 سنة الأخيرة أي منذ 1990 ،حيث ارتفعت قيمتها من 85.1 مليار $ سنة 1990 إلى 252.4 مليار $ سنة 2001 .
- غلبة المواد الصناعية على الصادرات بنسبة 92.3 ٪ وعلى واردات بنسبة 63.2 ٪ ، وهو ما يفسر ايجابية الميزان التجاري منذ سنة 1999 م .
- الامتداد الجغرافي للمبادلات التجارية الكورية حيث تشكل بلدان آسيا وخاصة الصين واليابان الزبون الأول لكوريا ج، سواء على مستوى التصدير أو الاستيراد ،تليها الو.م.ا ، فبقية العالم.
- المساهمة الحيوية لقطاع الخدمات في إنعاش الحياة الاقتصادية وخاصة قطاع النقل الذي يعرف ازدهارا كبيرا بالمقارنة مع أنشطة السياحة،التامين والاتصالات وعموما فان هذا القطاع سجل ميزانه تراجعا سنة 2004.
- توفر كوريا ج على بنية تحتية مهمة مثل ميناء أنشون بوابة كوريا على الخارج.
II- العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية
1- عوامل النمو الصناعي
يمكن إجمال أهم العوامل التي ساعدت على نموا الصناعة الكورية في :
- العوامل التاريخية : تمثلت في استفادة كوريا الجنوبية من ظروف الاحتلال الياباني 1910 – 1945 والأمريكي 1945 – 1950 ، ومن التقارب الكوري-الأمريكي والياباني ،حيث استفادت من مشروع مارشال ومن المساعدات اليابانية في ظل الحرب الباردة .
- موارد بشرية مهمة: فسوق الشغل بكوريا ج يتوفر على يد عاملة شابة ،تقنية ،مؤهلة ،رخيصة ،منضبطة ،ومنخرطة في مشاريع التنمية في إطار المشاركة الشعبية .
- عوامل تنظيمية مشجعة :
* تركيز الاقتصاد في يد مقاولات عملاقة تدعى الشيبول CHAEBOL التي تحتكر أنشطة اقتصادية متنوعة ومتكاملة وتحتكر 75 ٪ من الصادرات الكورية .
* خضوع المقاولات لمخططات الدولة التي تسهر على نمو الاقتصاد + وجود مقاولات مختصة في مجالات صناعية محددة مثل هيونداي وكيا (الصناعات الميكانيكية )،سامسونغ وLG ( الصناعات الالكترونية الدقيقة ...).
* انتظام المجال بشكل جعل المناطق الصناعية الرئيسية منفتحة على الصين وجنوب شرق آسيا(ونقصد هنا المنطقة الشمالية الغربية وقطبيها سيول العاصمة والميناء الصناعي لأشون) وعلى اليابان والو.م.أ (ونعني هنا المنطقة الجنوبية الشرقية وقطبها الصناعي ميناء بوسان) .هذا إضافة إلى المدن الصناعية في الوسط والجنوب الغربي. (ارسم خريطة تنظيم المجال الصناعي بكوريا ج .صفحة 207 من الكتاب المدرسي "الأساسي في الجغرافيا".
* اهتمام الدولة الكبيرة بالتعليم ،حيث تحتل الرتبة العالمية الأولى أمام الو.ا.م بتخصيصها ل7.1 ٪ من ناتجها الداخلي الخام للتعليم.
* أهمية الاستثمار في مجال البحث العلمي والتنمية ، حيث تقوم المقاولات الخاصة بالرفع من حجم استثماراتها السنوية في مجال البحث العلمي لتطوير الكفاءات العلمية والتكنولوجية بالبلاد ،الشيء الذي يجعل هذه المقاولات الأولى على مستوى الدول النامية من حيث نسبة المساهمة في البحث والتنمية ( 53 ٪ )،ويفسر مكانة كوريا المتقدمة في مجال براءات الاختراع حيث تحتل الرتبة العالمية الرابعة.
* التطور المطرد للاستثمارات الأجنبية بكوريا ج في العقدين الأخيرين ( 1985 : 532 مليون $ ← 2005 : 7200 مليون $)
2- عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات بكوريا الجنوبية
تتجلى عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات في :
- احتلال كوريا الجنوبية للمرتبة الثانية بعد الصين من حيث نصيبها من صادرات المواد المصنعة ضمن الدول النامية الصاعدة، حيث تمثل هذه النسبة 12 ٪ مقابل 16 ٪ بالصين.
- التطور السريع الذي حققه قطاع إنتاج وتصدير السيارات بكوريا في السنوات الأخيرة (حوالي 3.5 مليون سيارة سنة 2004).واهم الشركات في هذا المجال هيونداي وكيا.
- اكتساح السيارات والأجهزة الالكترونية الكورية العالم بفضل قدرتها الفائقة على المنافسة وعلى تطوير تصاميمها الصناعية وخاصة في مجال الالكترونيات ،حيث حصدت سامسونغ عدة جوائز مشرفة في هذا المجال كما نالت منتجات LG المتنوعة اهتماما في المعارض الدولية ( تلفازات رقمية ثلاثية الأبعاد ،مكيفات هوائية ،هواتف نقالة ...).
- استفادة كوريا ج من انضمامها لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي APEC والمنظمة العالمية للتجارة OMC .
III- آثار التنمية الاقتصادية على الاوضاع الاجتماعية بكوريا الجنوبية
خلفت التنمية الاقتصادية التي تعرفها كوريا الجنوبية بشكل متواصل انعكاسات ايجابية على الوضعين الديمغرافي والاجتماعي ،وهو ما يتضح من خلال:
- انخفاض وثيرة النمو الديمغرافي وانتشار الوعي بتحديد النسل وهو ما ينعكس إيجابا على معدلات الولادات والوفيات ،وعلى بنية الهرم السكاني الذي يتميز بقاعدة ضيقة ( 19 ٪ صغار تقل أعمارهم عن 15 سنة ) وسط منتفخ وقمة شبه حادة ،وهو ما يفسر ارتفاع نسبة النشيطين التي تمثل 72 ٪ من مجموع السكان .
- ارتفاع مؤشري المعرفة والتمدين ،حيث لا تتعدى نسبة الأمية في صفوف الكبار سوى 2٪ ونسبة ساكنة المدن أكثر من 80% وهي من أعلى النسب في العالم.
- العناية بتنمية التعليم والمراهنة عليه في التنمية الاقتصادية ←الالتحاق بصفوف الدول الغربية في هذا القطاع.
- تراجع نسبة اليد العاملة في القطاع الأول ( 3.2% ) وارتفاعها في القطاع الثاني (34.6% ) والقطاع الثالث ( 62.2% ) .وهو توزيع شبيه بتوزيع دول الشمال الصناعية من جهة،ومن جهة ثانية فهو مرتبط بتوجه الدولة التي تشجع التصنيع والتصدير على حساب الفلاحة .
- التطور الايجابي لمؤشرات التنمية البشرية سواء فيما يتعلق بالناتج الداخلي الخام (680.8 مليار $) أو الداخل الفردي (14166 $ ) ← تحسن مؤشر التنمية البشرية IDH الذي وصل سنة 2004 الى 0.912 ← الرتبة 26 عالميا.
- احتلال كوريا ج للمرتبة الأولى عالميا على مستوى نسبة السكان المرتبطين بشبكة الانترنيت ( 71% ) .في حين تحتل الو.م.أ الرتبة الرابعة بنسبة 55%.
- استفاد الكوريين من التكنولوجيا العالية الدقة حيث أصبحت كوريا ج تتوفر على مقاولات متخصصة في انتاج الرقائق الالكترونية والذاكرات وشاشة التلفزة المسطحة العالية الدقة LCD
- تطور البنيات التحتية للمواصلات بظهور القطار السريع.
IV- أهم المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد كوريا الجنوبية
تعترض اقتصاد كوريا الجنوبية مشاكل عديدة من أهمها :
- تراجع الاستهلاك الداخلي بسبب أزمة قروض الاستهلاك وإفلاس عدة مقاولات صغرى ومتوسطة وارتفاعا أسعار المحروقات والمواد الأولية في السنوات الأخيرة ← انعكاس سلبي على الاقتصاد.
- المساهمة الضعيفة للفلاحة في الناتج الداخلي الخام ، حيث لاتتعدى 3.1 ٪ .كما أنها لا تحقق الاكتفاء الذاتي مما يضطر البلاد الى الاستيراد والارتباط بالخارج .فهي مثلا تستورد 99.7% من حاجياتها من القمح،و99% من الذرة و38% من الشعير..الخ
- ارتباط تطور الاقتصاد الكوري بالتصدير يطرح مشكل البحث الدائم عن أسواق خارجية وتجعله سريع التأثر بالأزمات الدولية الاقتصادية والسياسية .
- تفاوت التنمية بين المناطق الساحلية حيث تتركز أهم الأنشطة الصناعية والمؤسسات المالية والموانئ والمطارات الكبرى وشبكة الطرق السيارة والقطار السريع والمناطق الداخلية حيث يسود التهميش .
- تاثير الانفجار الحضري السلبي على البيئة ،حيث يسبب في تلوث الهواء ومياه الأنهار وفي ضوضاء وضجيج حركة التنقل وكذا تشوه المنظر المعماري للبنايات.
خاتمة:
يظهر اذن ان استمرار نمو اقتصاد كوريا الجنوبية يتطلب من الكوريين البحث المستمر عن أسواق خارجية وإيجاد حلول مناسبة لتحديات هذا البلاد الحديث النمو وفي مقدمتها المنافسة الصينية والبطالة التي تهدد حاليا خريجي الجامعات .