الأربعاء، 23 يوليو 2014

كوريا الجنوبية : نموذج لبلد حديث النمو الاقتصادي

بطاقة تعريف :
-الموقع : آسيا الشرقية.
-المساحة: 99274 km2 (الرتبة العالمية 107 ).
-السكان : 50 مليون نسمة سنة 2008 (الرتبة العالمية 25).
-العملة : Won ( الرمز : ₩ ).
-العاصمة واكبر مدينة : سيول Séoul.
-الناتج الداخلي الإجمالي :1342 مليار $ ( الرتبة العالمية 13 ).
تمهيد إشكالي :
تقع كوريا الجنوبية شرق أسيا على مساحة 617 99 كلم² وتضم ساكنة تقدر ب 48 م ن، وقد استطاع هذا البلد الصغير الذي أنجبته الحرب الباردة ان يحقق في ظرف وجيز قفزة نوعية وإقلاعا اقتصاديا جعل منه نموذجا للبلدان الحديثة النمو على المستوى العالمي .
- فأين تتجلى مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية ؟
- ما هي العوامل المفسرة لهذا النمو الاقتصادي؟
- وما هي المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد هذا البلد الأسيوي الصغير ؟
I-مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية
1- مظاهر النمو الصناعي بكوريا الجنوبية :
احتلال اقتصاد كوريا الجنوبية الصف 11 في الترتيب العالمي وذلك بفضل :
- قوة مؤشراتها السوسيو اقتصادية (ناتج داخلي خام ودخل فردي كبيرين 680 مليار دولار بالنسبة للأول و14166 دولار بالنسبة للثاني + مؤشر تنمية بشرية مرتفع 0.912 (الرتبة العالمية 26)+أمد حياة شبيه بالبلدان الصناعية المتقدمة 77.3 سنة + مؤشر بطالة ضعيف 3.1 ٪ .) .
- قوة إنتاجها الصناعي وقدرته على غزو الأسواق العالمية بالمنتوجات المتنوعة ( سيارات ،تلفازات رقمية ،الكترونية دقيقة ...).
- تطور المكانة العالمية للصناعة الكورية ،حيث تحتل الرتبة العالمية 2 في صناعة السفن ،و3 في صنع الأجهزة الالكترونية الدقيقة و5 في صناعة الصلب و 6 في إنتاج السيارات ( هيونداي .كيا )
- النمو المطرد والسريع للإنتاج الصناعي في العقد الأخير وتحسن نسبة مساهمته في الناتج الوطني الخام( 40 ٪ ).
- تعدد المناطق الصناعية المتخصصة وتركزها بالسواحل ، حيت يمكن التميز بين 3 مناطق صناعية رئيسية وهي :
* منطقة سيول- أنشوان بالشمال الغربي(Séoul-Incheon): متخصصة في الصناعات الكيماوية والالكترونية و السيارات والصناعات الغذائية.
* منطقة بوسان- بوهانغ بالجنوب الشرقي (Busan-Pohang):بها صناعة النسيج والسيارات و بناء السفن وتكرير البترول بالإضافة إلى الصناعة الكيماوية
* منطقة كوانغ يو بالجنوب الغربي (Gwangju): بها صناعة نسيجية و أخرى للسيارات وتوليد الكهرباء الحرارية.
- اهتمام كوريا ج الكبير بالصناعة النظيفة العالية التكنولوجية كصناعة شبه الموصلات semi-conducteur التي تعد أساسية و حيوية في صنع الأجهزة الالكترونية الدقيقة ،والتي تتوفر فيها على شركات كبرى عالمية مثل سامسونغ Samsung وهينكس hynix اللتان تصنفان ضمن العشر الأوائل في العالم .
2- مظاهر نموا قطاع التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية
تتلخص مظاهر نمو قطاعي التجارة والخدمات في :
- التطور الكبير والمستمر الذي حققته الصادرات الصناعية من حيث القيمة في معظم الفروع الصناعية خلال 20 سنة الأخيرة أي منذ 1990 ،حيث ارتفعت قيمتها من 85.1 مليار $ سنة 1990 إلى 252.4 مليار $ سنة 2001 .
- غلبة المواد الصناعية على الصادرات بنسبة 92.3 ٪ وعلى واردات بنسبة 63.2 ٪ ، وهو ما يفسر ايجابية الميزان التجاري منذ سنة 1999 م .
- الامتداد الجغرافي للمبادلات التجارية الكورية حيث تشكل بلدان آسيا وخاصة الصين واليابان الزبون الأول لكوريا ج، سواء على مستوى التصدير أو الاستيراد ،تليها الو.م.ا ، فبقية العالم.
- المساهمة الحيوية لقطاع الخدمات في إنعاش الحياة الاقتصادية وخاصة قطاع النقل الذي يعرف ازدهارا كبيرا بالمقارنة مع أنشطة السياحة،التامين والاتصالات وعموما فان هذا القطاع سجل ميزانه تراجعا سنة 2004.
- توفر كوريا ج على بنية تحتية مهمة مثل ميناء أنشون بوابة كوريا على الخارج.
II- العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية
1- عوامل النمو الصناعي
يمكن إجمال أهم العوامل التي ساعدت على نموا الصناعة الكورية في :
- العوامل التاريخية : تمثلت في استفادة كوريا الجنوبية من ظروف الاحتلال الياباني 1910 – 1945 والأمريكي 1945 – 1950 ، ومن التقارب الكوري-الأمريكي والياباني ،حيث استفادت من مشروع مارشال ومن المساعدات اليابانية في ظل الحرب الباردة .
- موارد بشرية مهمة: فسوق الشغل بكوريا ج يتوفر على يد عاملة شابة ،تقنية ،مؤهلة ،رخيصة ،منضبطة ،ومنخرطة في مشاريع التنمية في إطار المشاركة الشعبية .
- عوامل تنظيمية مشجعة :
* تركيز الاقتصاد في يد مقاولات عملاقة تدعى الشيبول CHAEBOL التي تحتكر أنشطة اقتصادية متنوعة ومتكاملة وتحتكر 75 ٪ من الصادرات الكورية .
* خضوع المقاولات لمخططات الدولة التي تسهر على نمو الاقتصاد + وجود مقاولات مختصة في مجالات صناعية محددة مثل هيونداي وكيا (الصناعات الميكانيكية )،سامسونغ وLG ( الصناعات الالكترونية الدقيقة ...).
* انتظام المجال بشكل جعل المناطق الصناعية الرئيسية منفتحة على الصين وجنوب شرق آسيا(ونقصد هنا المنطقة الشمالية الغربية وقطبيها سيول العاصمة والميناء الصناعي لأشون) وعلى اليابان والو.م.أ (ونعني هنا المنطقة الجنوبية الشرقية وقطبها الصناعي ميناء بوسان) .هذا إضافة إلى المدن الصناعية في الوسط والجنوب الغربي. (ارسم خريطة تنظيم المجال الصناعي بكوريا ج .صفحة 207 من الكتاب المدرسي "الأساسي في الجغرافيا".
* اهتمام الدولة الكبيرة بالتعليم ،حيث تحتل الرتبة العالمية الأولى أمام الو.ا.م بتخصيصها ل7.1 ٪ من ناتجها الداخلي الخام للتعليم.
* أهمية الاستثمار في مجال البحث العلمي والتنمية ، حيث تقوم المقاولات الخاصة بالرفع من حجم استثماراتها السنوية في مجال البحث العلمي لتطوير الكفاءات العلمية والتكنولوجية بالبلاد ،الشيء الذي يجعل هذه المقاولات الأولى على مستوى الدول النامية من حيث نسبة المساهمة في البحث والتنمية ( 53 ٪ )،ويفسر مكانة كوريا المتقدمة في مجال براءات الاختراع حيث تحتل الرتبة العالمية الرابعة.
* التطور المطرد للاستثمارات الأجنبية بكوريا ج في العقدين الأخيرين ( 1985 : 532 مليون $ ← 2005 : 7200 مليون $)
2- عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات بكوريا الجنوبية
تتجلى عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات في :
- احتلال كوريا الجنوبية للمرتبة الثانية بعد الصين من حيث نصيبها من صادرات المواد المصنعة ضمن الدول النامية الصاعدة، حيث تمثل هذه النسبة 12 ٪ مقابل 16 ٪ بالصين.
- التطور السريع الذي حققه قطاع إنتاج وتصدير السيارات بكوريا في السنوات الأخيرة (حوالي 3.5 مليون سيارة سنة 2004).واهم الشركات في هذا المجال هيونداي وكيا.
- اكتساح السيارات والأجهزة الالكترونية الكورية العالم بفضل قدرتها الفائقة على المنافسة وعلى تطوير تصاميمها الصناعية وخاصة في مجال الالكترونيات ،حيث حصدت سامسونغ عدة جوائز مشرفة في هذا المجال كما نالت منتجات LG المتنوعة اهتماما في المعارض الدولية ( تلفازات رقمية ثلاثية الأبعاد ،مكيفات هوائية ،هواتف نقالة ...).
- استفادة كوريا ج من انضمامها لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي APEC والمنظمة العالمية للتجارة OMC .
III- آثار التنمية الاقتصادية على الاوضاع الاجتماعية بكوريا الجنوبية
خلفت التنمية الاقتصادية التي تعرفها كوريا الجنوبية بشكل متواصل انعكاسات ايجابية على الوضعين الديمغرافي والاجتماعي ،وهو ما يتضح من خلال:
- انخفاض وثيرة النمو الديمغرافي وانتشار الوعي بتحديد النسل وهو ما ينعكس إيجابا على معدلات الولادات والوفيات ،وعلى بنية الهرم السكاني الذي يتميز بقاعدة ضيقة ( 19 ٪ صغار تقل أعمارهم عن 15 سنة ) وسط منتفخ وقمة شبه حادة ،وهو ما يفسر ارتفاع نسبة النشيطين التي تمثل 72 ٪ من مجموع السكان .
- ارتفاع مؤشري المعرفة والتمدين ،حيث لا تتعدى نسبة الأمية في صفوف الكبار سوى 2٪ ونسبة ساكنة المدن أكثر من 80% وهي من أعلى النسب في العالم.
- العناية بتنمية التعليم والمراهنة عليه في التنمية الاقتصادية ←الالتحاق بصفوف الدول الغربية في هذا القطاع.
- تراجع نسبة اليد العاملة في القطاع الأول ( 3.2% ) وارتفاعها في القطاع الثاني (34.6% ) والقطاع الثالث ( 62.2% ) .وهو توزيع شبيه بتوزيع دول الشمال الصناعية من جهة،ومن جهة ثانية فهو مرتبط بتوجه الدولة التي تشجع التصنيع والتصدير على حساب الفلاحة .
- التطور الايجابي لمؤشرات التنمية البشرية سواء فيما يتعلق بالناتج الداخلي الخام (680.8 مليار $) أو الداخل الفردي (14166 $ ) ← تحسن مؤشر التنمية البشرية IDH الذي وصل سنة 2004 الى 0.912 ← الرتبة 26 عالميا.
- احتلال كوريا ج للمرتبة الأولى عالميا على مستوى نسبة السكان المرتبطين بشبكة الانترنيت ( 71% ) .في حين تحتل الو.م.أ الرتبة الرابعة بنسبة 55%.
- استفاد الكوريين من التكنولوجيا العالية الدقة حيث أصبحت كوريا ج تتوفر على مقاولات متخصصة في انتاج الرقائق الالكترونية والذاكرات وشاشة التلفزة المسطحة العالية الدقة LCD
- تطور البنيات التحتية للمواصلات بظهور القطار السريع.
IV- أهم المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد كوريا الجنوبية
تعترض اقتصاد كوريا الجنوبية مشاكل عديدة من أهمها :
- تراجع الاستهلاك الداخلي بسبب أزمة قروض الاستهلاك وإفلاس عدة مقاولات صغرى ومتوسطة وارتفاعا أسعار المحروقات والمواد الأولية في السنوات الأخيرة ← انعكاس سلبي على الاقتصاد.
- المساهمة الضعيفة للفلاحة في الناتج الداخلي الخام ، حيث لاتتعدى 3.1 ٪ .كما أنها لا تحقق الاكتفاء الذاتي مما يضطر البلاد الى الاستيراد والارتباط بالخارج .فهي مثلا تستورد 99.7% من حاجياتها من القمح،و99% من الذرة و38% من الشعير..الخ
- ارتباط تطور الاقتصاد الكوري بالتصدير يطرح مشكل البحث الدائم عن أسواق خارجية وتجعله سريع التأثر بالأزمات الدولية الاقتصادية والسياسية .
- تفاوت التنمية بين المناطق الساحلية حيث تتركز أهم الأنشطة الصناعية والمؤسسات المالية والموانئ والمطارات الكبرى وشبكة الطرق السيارة والقطار السريع والمناطق الداخلية حيث يسود التهميش .
- تاثير الانفجار الحضري السلبي على البيئة ،حيث يسبب في تلوث الهواء ومياه الأنهار وفي ضوضاء وضجيج حركة التنقل وكذا تشوه المنظر المعماري للبنايات.
خاتمة:
يظهر اذن ان استمرار نمو اقتصاد كوريا الجنوبية يتطلب من الكوريين البحث المستمر عن أسواق خارجية وإيجاد حلول مناسبة لتحديات هذا البلاد الحديث النمو وفي مقدمتها المنافسة الصينية والبطالة التي تهدد حاليا خريجي الجامعات .

فـرنـسـا: قوة فلا حية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي

مقدمة:
إذا كانت فرنسا - التي تبلغ مساحتها 964543 كلم²، وتعداد سكانها حوالي 65 مليون نسمة - قد ساهمت منذ سنة 1957م إلى جانب دول أوربية أخرى في تأسيس «السوق الأوربية المشتركة»، فإنها اليوم تعد قوة فلاحية وصناعية كبرى داخل «الاتحاد الأوربي». فما هي مظاهر قوة هذين القطاعين؟ وما العوامل التي ساهمت في ذلك؟ وما التحديات التي لازالت تواجههما؟
                          I.مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية والعوامل المفسرة لها:
1: مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية:
تشكل الفلاحة الفرنسية قطاعا اقتصاديا مهما على مستوى الاتحاد الأوربي، بالرغم من ضعف مساهمتها في الناتج الداخلي (%3 سنة 2004م)، ويظهر ذلك في:
- ضخامة وتنوع الإنتاج الفلاحي إذ تعتبر فرنسا أول منتج فلاحي في الاتحاد الأوربي بنسبة %23.
- تصدر الإنتاج الفلاحي الفرنسي للمراتب الأولى على المستوى الأوربي في عدة منتجات، مثل: القمح، الذرة، الشمندر السكري، الكروم ولحوم الأبقار.
- ارتفاع مردودية تربية المواشي حيث تساهم تقريبا بنصف مداخيل الفلاحة، وخاصة تربية الأبقار والخنازير والأغنام (توفير إنتاج هام من اللحوم والألبان).
- تنوع الإنتاج وتخصص المجالات: حوض باريس وسهل الشمال (الحبوب والشمندر)، الهضبة الوسطى (تربية الماشية)، منطقتي لانكدوك ولاكامارك (الذرة والأرز)، منطقة بوركوني وشامباني (الكروم)، أما في الأودية وقرب المدن الكبرى فتوجد زراعة الخضر والفواكه.
- احتلال فرنسا للمراتب الأولى أوربيا وعالميا على مستوى الصادرات.
2: العوامل المفسرة لقوة الفلاحة الفرنسية:
تفسر قوة الفلاحة الفرنسية بمجموعة من العوامل، نلخصها في ما يلي:
* العامل الطبيعي: ويتمثل في:
- شساعة السهول (سهل الشمال والألزاس والرون...) والأحواض (حوض باريس والأكيتان..) ذات التربات الخصبة.
- اعتدال وتنوع المناخ: مناخ محيطي (في الغرب)، مناخ متوسطي (في الجنوب)، مناخ جبلي (في المرتفعات) ومناخ شبه محيطي وقاري (في معظم البلاد).
- أهمية التساقطات ووجود شبكة مائية هامة تتمثل في مجموعة من الأنهار: الرون، الكارون، اللوار، السين...
* العامل التقني والعلمي:
يتجلى هذا العامل في كون الفلاحة الفرنسية تشهد تحديثا متزايدا باستعمال المكننة ومختلف الأساليب العلمية في جميع مراحل الإنتاج، إضافة إلى وجود معاهد البحث العلمي في المجال الفلاحي مثل "المعهد الوطني للبحث الزراعي" (INRA).
* العامل التنظيمي: ويتمثل في تدخل الدولة من أجل:
- حل المشكل العقاري بتوسيع المستغلات وتركيزها (أصبح متوسط الاستغلاليات حوالي 70 هكتار).
- تأطير الفلاحين ومساعدتهم وتشجيعهم على إنشاء التعاونيات.
- تجهيز البوادي واستصلاح وتجفيف المستنقعات.
* العامل الرأسمالي:
يتجلى دخول الفلاحة الفرنسية في علاقات رأسمالية مع قطاعات اقتصادية متعددة كالخدمات، والصناعة الغذائية والكيماوية والميكانيكية،والتجارة، إضافة إلى اهتمام المؤسسات الكبرى والعائلات بالنشاط الفلاحي ضمن التركيز الفلاحي. كما تستفيد الفلاحة الفرنسية من دعم الاتحاد الأوربي في إطار السياسة الفلاحية المشتركة (PAC).
                      II.مظاهر قوة الصناعة الفرنسية والعوامل المفسرة لها:
1: مظاهر قوة الصناعة الفرنسية:
تعتبر الصناعة من الأنشطة الاقتصادية الأساسية في بنية الاقتصاد الفرنسي ، وتتجلى قوة هذا القطاع فيما يلي:
- تنوع الصناعة الفرنسية وانتظامها في أقطاب ومناطق صناعية حيوية، مع اتجاه المناطق الصناعية القديمة نحو التحديث كما هو الحال في ليون ودانكيرك...
- احتلال فرنسا للمراتب الأولى في العديد من المنتجات الصناعية مثل الصلب والكهرباء...
- وجود مقاولات وشركات صناعية مهمة - من حيث قيمة استثماراتها في قطاعات صناعية متعددة وتشغيلها لنسبة كبيرة من السكان النشيطين - تحول العديد منها إلى شركات متعددة الجنسيات لها مكانتها على المستوى الأوربي والعالمي.
- وجود مناطق وأقطاب صناعية حيوية – تكنوبول - كمنطقة باريس ومنطقة الشمال والشمال الشرقي.
- أهمية مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي (%13.8) وفي المبادلات التجارية (%7.3) ونسبة تشغيلها للساكنة النشيطة (%24.47). إضافة إلى احتلالها للمرتبة الثانية بعد ألمانيا من حيث القيمة المضافة بحوالي 200 مليار أورو.
2: العوامل المفسرة لقوة الصناعة الفرنسية:
تتعدد العوامل المفسرة لقوة الصناعة الفرنسية يمكن إجمالها في النقط التالية:
* العامل الطبيعي:
أمام افتقار لمصادر الطاقة (الفحم والبترول والغاز الطبيعي)، تعمل فرنسا على تغطية استهلاكها الداخلي المتزايد للطاقة بالاستيراد من الخارج وبتكثيف إنتاجها من الطاقة الكهربائية والنووية، كما تتوفر فرنسا على بعض المعادن كالحديد والاورانيوم والذهب والفضة.
* العامل البشري والبنية التحتية:
يتمثل هذا العامل في :
- أهمية الساكنة النشيطة ضمن بنية السكان حيث تقدر نسبتها بأكثر من %50 في مجتمع يصل تعداد سكانه حوالي 63 مليون نسمة سنة 2006م.
- أهمية حجم اليد العاملة الأجنبية وما تقدمه للاقتصاد الفرنسي على مستوى الإنتاج والاستهلاك.
- توفر البلاد على شبكة كثيفة وعصرية من المواصلات (مطارات دولية، موانئ كبرى، طرق سيارة عصرية وسكك حديدية...).
* العامل التنظيمي ودور الدولة:
- ساعدت الأسس التنظيمية على تقوية الصناعة الفرنسية بتجميع الصناعات في شكل أقطاب تكنولوجية وصناعية، تعمل على تطوير البحث في ميدان الصناعات العالية التكنولوجيا، ومراكز علمية للتجارب والأبحاث.
- بالرغم من إتباعها نظام رأسمالي، فإن الدولة تتدخل لتنمية وتطوير الاقتصاد الفرنسي بوضع مخططات عامة أو جهوية تكتسي صبغة التوجيه والإرشاد بالنسبة للقطاع الخاص، والصبغة الإلزامية بالنسبة للقطاع العمومي. كما تدعم القطاع الخاص بالقروض والمساعدات.
- التجديد التكنولوجي بفضل عامل البحث وما توفره الدولة من نفقات في هذا المجال.
- القيام بتأهيل اليد العاملة وإنشاء الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة ومختبرات البحث التطبيقي.
* العامل الرأسمالي:
تشهد المؤسسات الصناعية الفرنسية تركيزا رأسماليا في مختلف فروع الصناعة بسبب تجديد الهياكل الصناعية واعتماد الاستثمارات الكبرى في البحث العلمي لمواجهة المؤسسات الأجنبية. وبذلك تحولت العديد من المؤسسات إلى شركات متعددة الجنسية لها مساهمات خارج فرنسا، كما أن الصناعة الفرنسية انفتحت على الرأسمال الأجنبي.
                III.المشاكل والتحديات التي تواجهها الفلاحة والصناعة الفرنسيتين:
1: تواجه الفلاحة الفرنسية عدة مشاكل وتحديات:
يمكن تلخيص مشاكل الفلاحة الفرنسية في:
- التزايد المستمر لأسعار الالآت، مقابل استقرار أسعار المنتجات الفلاحية.
- وجود فائض في بعض المنتوجات يواجه منافسة في السوق العالمية (الحبوب والسكر والخمور والألبان)، وما ينجم عن ذلك من مشاكل انخفاض الأسعار...
- تباين الاستفادة من التطور الحاصل في الفلاحة الفرنسية بين المستغلات الكبرى التي اندمجت في الأسواق ، وباقي المستغلات التي تواجه ارتفاع مصاريف الاستثمار والصيانة.
- التدهور البيئي الناتج عن التأثير السلبي للأساليب المتطورة في الميدان الفلاحي على البيئة، من حيث تلويثها بالنفايات الناتجة عن الاستعمال المكثف للأسمدة، وكثرة بقايا الحيوانات، واعتماد الأعلاف المركبة كيماوياً، ونضوب الفرشة المائية بفعل تفاقم ضخ المياه في المناطق السقوية، إضافة إلى مشاكل بيئية مرتبطة بتعدد الحرائق والفيضانات والتلوث الجوي.
- إضرابات الفلاحين ضد "السياسة الفلاحية الأوربية المشتركة" التي لا تتلاءم بعض بنودها مع خصوصيات الفلاحة الفرنسية.
- احتجاجات منظمات حماية المستهلكين ضد الاستعمال المكثف للتكنولوجيا الإحيائية في الإنتاج الزراعي والحيواني.
- قلة اليد العالمة بسبب شيخوخة المجتمع وهجرة السكان النشيطين إلى المدن للعمل في الصناعة والخدمات.
- ضعف مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام.
- ضعف نسبة اليد العاملة الفلاحية مقارنة مع قطاع الخدمات والصناعة.
2: تعترض الصناعة الفرنسية مجموعة من المشاكل والتحديات:
تتجلى مشاكل وتحديات الصناعة الفرنسية في:
- تزايد حاجات الاقتصاد الفرنسي للمواد المعدنية والطاقية وما يشكله ذلك من تكاليف ومن تبعية.
- وجود منافسة قوية من طرف المقاولات الأجنبية أوربية، أمريكية وآسيوية سواء داخل الأسواق الفرنسية أو في الأسواق الدولية.
- تفاقم البطالة حيث وصلت سنة 2003م إلى مليونين و 640 ألف عاطل (ة).
- التفاوت الجهوي الواضح من حيث الناتج الداخلي الإجمالي للفرد بين المناطق الشمالية والمناطق الجنوبية المطلة على البحر المتوسط ذات الدخل المتوسط والقليل، وبين المناطق الأخرى كباريس ذات الدخل المرتفع.
- تراجع بعض الصناعات وتأخر الصناعات الإلكترونية والمعلوماتية.  
- ارتباط الصناعات الفرنسية العالية التكنولوجيا بمثيلاتها في بلدان أخرى مما يؤثر على تطور واستقلالية هذه الصناعات.
خاتمة:
تعتبر فرنسا قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي بالرغم من حدة المشاكل والتحديات التي تواجه

اليابان قوة تجارية كبرى

تمهيد إشكالي : اليابان أي منبع الشمس أو مشرق الشمس تقع بين بحر البيان والمحيط الهادي وشرق شبه الجزيرة الكورية. وتتكون من عدة جزر في شكل أرخبيل.أهمها أربع جزرهي على التوالي (من الجنوب إلى الشّمال ): كيوشوو شيكوكو و هونشو و هوكايدو . تعتبر اليابان ثاني قوة اقتصادية عالمية بعد و.م.أ. وهي قوة تجارية كبرى ساهمت فيها مجموعة من العوامل ومع ذلك فهي تواجه عدة مشاكل وتحديات.فماهي مظاهر القوة التجارية لليابان عالميا ? . وماهي العوامل المفسرة لهذه القوة ? . وماهي المشاكل و التحديات التي تواجها ?

 - I مظاهر القوة التجارية لليابان على المستوى العالمي .

 - 1 تحتل اليابان مكانة متقدمة في التجارة العالمية .

*من مظاهر هذه القوة : تعتبر اليابان رابع قوة تجارية عالمية حيث تشكل صادراتها 5.7% من الصادرات العالمية سنة 2005 و نفس الرتبة عالميا من حيث الواردات .
* تعرف المبادلات التجارية الخارجية تطورا ايجابيا مستمرا من حيث القيمة سواء الصادرات او الواردات .
* يسجل الميزان التجاري الياباني فائضا مستمرا بلغ 80مليار دولار سنة2005بفضل ارتفاع قيمة الصادرات التي معظمها مواد صناعية مقابل انخفاض قيمة وارداتها معظمها مواد أولية وطاقية وفلاحية وغذائية .
*تتميز بنية التجارة الخارجية اليابانية بهيمنة المواد المصنعة على صادراتها في مقدمتها المواد المرتبطة بوسائل النقل والأجهزة الكهربائية والالكترونية والآلات.بينما يغلب على وارداتها المواد الأولية الطاقية والمعدنية والفلاحية والغذائية .
*. تغطي المبادلات التجارية اليابانية مختلف مناطق ودول العالم حيث يتعدد الشركاء التجاريين لليابان تصديرا واستيرادا مع أهمية مكانة الدول المتقدمة في هذه المبادلات إلى جانب منطقة آسيا والمحيط الهادي.المبيان الوثيقة 7ص 151 .
*يسجل الميزان التجاري الياباني فائضا كبيرا مع عدة دول يصل إلى أكثر من 60مليار دولار مع و.م.أ.وبعض الدول الصناعية كالاتحاد الأوربي بحوالي+ مليار دولار19بينما يسجل عجزا مع بعض الدول معظمها من الجنوب كالصين ب ناقص حوالي 29مليار دولار المبيان الوثيقة8ص 151. ورغم ذلك يظل ايجابيا على العموم .

- 2 يعتبرا لامتداد الجغرافي الواسع للتجارة اليابانية احد مظاهر قوتها .

تتوزع الاستثمارات اليابانية المباشرة في مختلف مناطق العالم مع تمركزها اكثرفي دول الشمال كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي واستراليا إضافة إلى عدة دول من الجنوب من أمريكا الجنوبية والصين وافرقيا والشرق الأوسط ودول الآسيان الخريطة ص151
للاستفادة من الأسواق والمواد الأولية واليد العاملة الرخيصة .
كما تغطي المبادلات التجارية الخارجية لليابان مناطق متعددة من العالم إلا أن أهمها يتم مع الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي والصين وكوريا الجنوبية ومجموعة الآسيان والشرق الأوسط خاصة استيراد المحروقات .
وبذلك يشكل المجال العالمي مجالا حيويا بالنسبة للتجارة الخارجية اليابانية والذي منه تستمد قوتها التجارية.فبالمبادلات التجارية تتمكن اليابان من الحصول على المواد الغذائية الضرورية لساكنتها البالغة 127.9مليون نسمة والمواد الأولية الطاقية والمعدنية والفلاحية الضرورية لضمان استمرار صناعتها .

 - II العوامل المفسرة لقوة التجارة اليابانية .

 - 1 يلعب البحر والبنيات التحية دورا مهما في تنشيط التجارة الخارجية لليابان .

*عامل الموقع الجغرافي:لعب دورا مهما في بناء قوة التجارة الخارجية لليابان وذلك بفضل انفتاحها على واجهتين بحريتين المحيط الهادي شرقا وبحر اليابان غربا إضافة إلى تقطع سواحل جزرها كموانئ طبيعية وتسخير التكنولوجيا للتوسع على حساب البحر لتوسيع الموانئ وإقامة المناطق الصناعية .
عامل البنية التحتية يتمثل في وجود موانئ كبرى ذات تجهيزات حديثة ومتطورة بالنسبة للشحن والتفريغ والتخزين معظمها يتمركز في الساحل الجنوبي الشرقي تمتد من طوكيو شمالا إلى كيتاكيوشو جنوبا و تتميز بضخامة رواجها من السلع الخريطة ص153.إضافة توفر اليابان على ثاني أقوى واكبر أسطول تجاري يمثل 2.8 % من الأسطول العالمي وبحمولة ضخمة يربط اليابان بمختلف الأسواق العالمية. كما سهل تواجد المركبات الصناعية بجوار المواني عملية تفريغ المواد الأولية وشحن المنتجات الصناعية للتسويق .
 
 

- 2 ساهمت الشركات اليابانية الى جانب الدولة وقوة الصناعة في بناء القوة العالمية للتجارة الخارجية اليابانية .

*دور الدولة : يتمثل في توجيه السياسة التجارية لليابان في إطار النظام الرأسمالي من خلال إنشاء وزارة للصناعة والتجارة الخارجية الى جانب دورها في تنمية الاقتصاد والذي شكل هدفا رئيسيا للدولة التي استغلت جيدا ظروف الحرب الباردة ) ألازمة الكورية (.
*دور الشركات التجارية الكبرى السوكوشوشا في تطوير التجارة الخارجية اليابانية الخطاطة ص 155 من خلال تعدد مهامها كوسيط تجاري تتولى حماية السوق الداخلية من غزو السلع الأجنبية وتضمن تزويد البلاد بحاجياتها الأساسية وتقوم بتقديم الاستشارة والتمويل للمؤسسات الصغرى كما تعمل على تجميع المعلومات عن الأسواق من مختلف مناطق العالم ووضعها رهن إشارة المؤسسات اليابانية .
*قدرة الشركات اليابانية على التكيف مع المتطلبات الجديدة للأسواق بسرعة مما يمكنها من ضمان قوتها التنافسية والمحافظة على أسواقها الخارجية ) تخلي اليابان في الصناعات الالكترونية عن الأجهزة التناظرية و التخصص في الأجهزة الرقمية من تلفاز. آلات تصوير و ( …dvd
*قوة الصناعة اليابانية ) ثاني قوة صناعية عالمية ( مع ما تتميز به السلع اليابانية من جودة ودقة وانخفاض السعرالشيئ الذي ساهم في تعزيز المكانة العالمية للتجارة اليابانية .

- III المشاكل والتحديات التي تواجه التجارة الخارجية اليابانية .

 - 1 تواجه
اليابان مشاكل وتحديات مرتبطة بالداخل وأخرى بالخارج .

*داخليا : يطرح التفوق التجاري الياباني لليابان مجموعة من المشاكل: فالفائض في الميزان التجاري يتسبب في ارتفاع قيمة ألين الياباني مما يقلص من القدرة التنافسية للصادرات اليابانية.و يدفع بالشركات اليابانية إلى إعادة التوطين خارج اليابان في الدول ذات العملات الضعيفة وما يترتب عن هذه العملية من تسريح للعمال وما يسببه ذلك من تزايد في معدلات البطالة .
*تعدد المشاكل البيئية والطبيعية كالتلوث البيئي الهوائي وما يسببه من أمراض التنفس والتلوث البحري من أمراض مينا ماتا بسبب تناول المنتجات البحرية بها مكونات الزئبق وارتفاع نسبة تلوث المدن.إضافة إلى خطر الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين و التسونامي .
*خارجيا : تعاني اليابان من مشكل التبعية للخارج على مستوى التزود بحاجياتها الغذائية المتزايدة مع تراجع نسبة تحقيق الأمن الغذائي التي استقرت في 40 % بعد أن كانت % 70 سنة 1970وما يترتب عن ذلك من ارتفاع لأسعار المواد الغذائية بشكل كبير .
ثم مشكل* التبعية للخارج بالنسبة للتزود بمعظم حاجياتها من الطاقة ) رابع مستهلك عالمي لها ( بسبب افتقارها الكبير لمصادر الطاقة الاحفورية وهو ما يجعل صناعتها مهددة أكثر وتضعف قدرتها على المنافسة كلما ارتفعت أسعار الطاقة عالميا وكذلك على تجارتها الخارجية بسبب ثقل فاتورة استيراد المحروقات .

 - 2 تشكل النافسة الدولية احد اكبر التحديات لليابان .

تواجه اليابان مشكل المنافسة في الأسواق الخارجية أمام منافسين جدد كالصين ودول الآسيان لانخفاض كلفة اليد العاملة بها مقارنة مع اليابان خاصة في مجال صناعة النسيج التي كانت المحرك الرئيسي لحركة التصنيع بعد الحرب العالمية الثانية حيث سجلت حصة اليابان تراجعا مستمرا من الصادرات العالمية للنسيج الميبان ص 159 .
كما تواجه مشكل المنافسة القوية بينها وبين الدول الآسيوية الصناعية كالصين والهند وكوريا والآسيان لضمان أمنها الطاقي إذ كلما تزايد طلب هذه الدول على البترول كلما شكل تحديا لليابان لاعتباره مادة حيوية لاقتصادها وتهديدا لاامنها الطاقي .

خاتمــــــة : يتضح مما سبق انه رغم المكانة العالمية لليابان كقوة تجارية عالمية فان حجم التحديات والاكراهات التي تواجهها يجعل الاقتصاد الياباني ككل مرهونا بالعوامل الخارجية بشكل كبير .

البرازيل نمو اقتصادي و استمرار التفاوتات في التنمية البشرية

تمهيد و إشكال
تعتبر البرازيل ثاني قوة اقتصادية بالعالم النامي(التاسعة عالميا) إذن فما هي مظاهر النمو االإقتصادي
للبرازيل وماهي العوامل المفسرة لها وماهي مظاهر التفاوتات السوسيومجالية؟وماهي مظاهر تفاوت
مستويات التنمية البشرية بالبرازيل.
أولا: مظاهر النمو الإقتصادي بالبرازيل:
1 - مظاهر تطور الفلاحة البرازيلية.
- احتلال البرازيل مراتب متقدمة متقدمة في بعض المنتجات الزراعية،حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا
في إنتاج البن وقصب السكر والحوامض،والمرتبة الثالثة في إنتاج الذرة..إضافة إلى أهمية إنتاجها من
الكاآاو والقطن والصوجا،حيث تعتبر هذه الأخيرة المنتوج الرئيسي للبلاد.
- الإمتداد الكبير لمجال الزراعات التسويقية بالبرازيل.
-أهمية الثروات الحيوانية حيث تحتل البرازيل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الأبقار والثالثة في إنتاج
الخنازير والتاسعة في إنتاج الأغنام،إذ تعتمد البرازيل على تقنيات حديثة في تربية الماشية(مراعي
اصطناعية لتربية الأبقار..) .
2 - مظاهر النهضة الصناعية والتجارية بالبرازيل
أ- مظاهر النهضة الصناعية بالبرازيل:
- تضاعف قيمة الإنتاج الصناعي أآثر من 4 في السنين الأخيرة.
- تعدد أنواع الصناعات بالبرازيل،فإلى جانب صناعة الصلب والصناعات الكيماوية نجد الصناعة
الغذائية والإستهلاآية التي تحتل فيهما البرازيل المرتبة الأولى عالميا.
- تطوير البرازيل للصناعات الأساسية والعالية التكنولوجيا(صناعة الطائرات،المرتبة 4 عالميا)،هذا ومن
مظاهر قوة الصناعة بالبرازيل تشغيلها ل 20 بالمائة من مجموع الساآنة النشيطة ومساهمتها ب 44
بالمائة من الناتج الخام.
ارتفاع إنتاج البرازيل من السيارات حيث تضاعف إنتاجها ما بين 1986 و 2000 بفعل إطلاق مشروع
صناعة السيارات ذات الوقود الثلاثي(آحول الإيثانول،الغاز الطبيعي،البنزين).
تزود البرازيل بعض الدول الأوربية و آذا و.م.أ بقطاع الغيار والمحرآات.والملاحظ هو أن 90 بالمائة
من السيارات المستعملة في البرازيل هي من صنع محلي.
المبادلات التجارية بالبرازيل:
تغلب المواد المصنعة على بنية الصادرات البرازيلية إذ تمثل 65.7 بالمائة،من مجموع الصادرات.
إن ارتفاع نسبة الصادرات الصناعية للبرازيل يعتبر مؤشرا على قوتها الصناعية وآذا التجارية.
ترتفع حجم المبادلات التجارية البرازيلية مع دول "ميرآوسير"(السوق المشترآة لأمريكا الجنوبية)بذلك
فالبرازيل تحتل مكانة متميزة صمن هذا التكثل الجهوي.وتعتبر الأرجنتين أهم شريك تجاري للبرازيل في
المنطقة.
انعكست النهضة الصناعية والفلاحية بشكل إيجابي على التجارة البرازيلية
ثانيا: العوامل المفسرة للنمو الإقتصادي للبرازيل:

1 - العوامل الطبيعية والبشرية والتنظيمية:
أ - العوامل الطبيعية:
- الإمتداد الجغرافي الكبير للبرازيل فهي بمتابة بلد بحجم قارة،تمتد على مساحة تقدر ب 854.740.10
آلم مربع حيث تشغل لوحدها نصف مساحة القارة الأمريكية الجنوبية،وتعتبر البرازيل خامس دولة من
حيث امتدادها المجالي.
- توفر البرازيل على على ثروات مائية مهمة (نهر الأمازون وروافده) إذ تستأثر البرازيل بحوالي 20
بالمائة من مجموع المياه العذبة بالعالم.
- توفر البرازيل على ثروات معدنية وطاقية مهمة(المنغنيز،البوآسيت،الذهب،الحديد،الفضة،،آبار
النفط..).
نستنتج أن العوامل الطبيعية تعتبر دعامة تعزز النمو الإقتصادي للبرازيل.
ب-العوامل البشرية:
تعتبر البرازيل قوة بشرية،إذ تحتل المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد سكانها ( 186 مليون نسمة).
تشغل الخذمات أآبر نسبة الساآنة النشيطة بالبرازيل ثم تليها الصناعة والفلاحة،غير أن هذه المعطيات
تبقى مختلفة حسب الجهات.
ج - العوامل التنظيمية:
تتمثل العوامل التنظيمية في تبني البرازيل لسياسة اجتماعية فعالة،من بينها برنامج صفر جوع والذي
يهدف إلى التقليص من نسبة الفقر،وقد لعبت حكومة الرئيس " دي سيلفا" دورا آبيرا في الإصلاحات
التي عرفتها البرازيل خاصة على مستوى الإصلاح الزراعي وقد جاءت هذه الإصلاحات تحت شعار "
الأرض لمن يحرثها" هذا بالإضافة إلى تقديم القروض و المساعدات المالية للأسر.
مر الإقتصاد البرازيلي بعدة دورات اقتصادية،دورة قصب السكر (خلال ق 16 و 17 م) ودورة المعادن
( النفيسة خاصة الذهب (خلال ق 18 ) ثم دورة المطاط والقطن ثم البن (خلال ق 19 ومنتصف ق 20
والإتجاه نحو التصنيع (دورة التصنيع) ابتداء من منتصف القرن 20 إلى الآن.وقد رافق هذه الدورات
الإقتصادية توسعا مجاليا أدى إلى تعمير العديد من المناطق الفارغة،مما مكن البرازيل من وضع أسس
حديثة لأقتصاده.
نستنتج أن توسع البرازيل مجاليا مكنها من استثمار مجالها.وبالتالي رفع من نموها الإقتصادي.
هذا وقد اتجهت سياسة البرازيل نحوتأآيد حضورها على الساحة الدولية،سيما و أن لها حضور قوي على
المستوى الدبلوماسي في مختلف الملتقيات العالمية،وهي تهدف بذلك الحصول على مقعد دائم بالأمم
المتحدة،ومن مبادراتها في هذا الإطار: مشارآتها في قيادة قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة "القبعات
الزرق" خلال الأزمة التي عصفت بجزر هايتي سنة 2004 .إلى جانب دورها البارز في قيادة دول
الجنوب في المحافل الدولية (مجموعة 20 نموذجا).
ثالثا: مظاهر التفاوتات السوسيومجالية بالبرازيل:
تتفاوت المناطق بالبرازيل حسب توزيع السكان والدخل، ففي الجنوب الشرقي يترآز 42.6 بالمائة من
السكان و 58.3 بالمائة من مجموع الدخل.وبذلك تنخفض نسبة الكثافة السكانية و معدل الدخل آلما اتجهنا
من الجنوب الشرقي والجنوب نحو الشمال والغرب.ويفسر ترآز السكان وارتفاع الدخل بالجنوب إلى
آونه يشكل مجالا لترآز أهم الأنشطة الإقتصادية و إطارا للمثلت الصناعي الرئيسي بالبرازيل.
وبناء على هذه المعطيات يمكن تقسيم البرازيل إلى عدة مجالات تتميز بعدم تجانسها:
الشرق: يتميز بتخلفه وتأخره حيث أن الشمال الغربي والجنوب الغربي والغرب يشكل ما يسمى بمضلع
الفقر بالبرازيل..
المجالات القديمة: تمتد بالشرق الغرب.ثم بالجنوب الغربي والشمال الغربي وهي مجالات جد فقيرة.
المجالات الحديثة: والتي تعتبر مرآزا للأنشطة الصناعية والإقتصادية الحديثة.

- مجالات في مرحلة التطور: وهي هوامش محيطة بالمجالات الحديثة(المجالات المحيطة ببرازيليا
نموذجا).
نستنتج أن هناك تناقض بين الشمال الشرقي والجنوب الشرقي للبرازيل حيث أن الجنوب الشرقي
أصبح يشكل مجالا مساعدا على التطوربفعل طبيعة النظام الإقتصادي العصري به،خاصة و أنه
استفاد من هجرات الأوربيين نحوه،ووجود طبقة وسطى به إلى جانب تشبع هذا المجال بفكر
المقاولة.في حين نجد أن الشمال الشرقي لا زال يجتر النظام التقليدي العبودي منذ ق 16 م (جلب العبيد
من افريقيا على عكس الجنوب الشرقي الذي تدفق عليه الأوربيين الأآثر تأهيلا..)..ويلاحظ أن
الأقليات تسيطر على باقي الفئات الأخرى مما يفسر انتشار الفقر بهذا المجال الذي أصبحت ظروفه
الإقتصادية والإجتماعية غير مساعدة على التطور
آل هذه المعطيات تفسر تباين مستوى التنمية الإقتصادية بين المجالات البرازيلية خاصة بين الشمال
الشرقي والجنوب الشرقي.
هذا ومن بين مظاهر الإختلالات المجالية بالبرازيل وجود مدن جد متطورة وغنية. وبهوامشها مدن
الصفيح حيث ينتشر الفقر…
بعض مظاهر التفاونات الإجتماعية:
- تتبان مؤشرات التنمية البشرية بالبرازيل ويمكن القول أن مستوياتها (التنمية البشرية) تنخفض آلما
اتجهنا من الجنوب الشرقي والجنوب نحو الشمال..
- تباين مستوى التنمية البشرية بين الأرياف والمدن حيث ينتشر الفقر بشكل آبير بالأرياف (حوالي
20 مليون فقير) يعاني أغلبهم من الأمية،السكن غير الصحي،ضعف التغطية الصحية و الإفتقار إلى
الحاجيات الضرورية بشكل عام (الماء والكهرباء..).
- معاناة السكان من الإستغلال حيث يشتغل العديد منهم في الإستغلاليات الواسعة والتي تعرف ب
اللاتيفونديوم (اللاتيفونديا).
وجود تفاوت في توزيع الأراضي،حيث يبقى العديد من الفلاحين بالبرازيل بدون أرض وهو ما يفسر
ظهور العديد من حرآات الإحتجاج.(مظاهرات).
نخلص مما سبق أن البرازيل تمكنت من تحقيق قفزة اقتصادية مهمة غير أن تباين مستوى التنمية
البشرية بها يعتبر من أبرز التحديات المطروحة على الدولة.

الهند :أوجه متعددة للتنمية

تقديم اشكالي :
تبلغ مساحة جمهورية الاتحاد الهندي 3.287.590 كلم2 (الرتبة 7 عالميا) وعدد سكانها 1.148 مليار نسمة (الرتبة 2 عالميا) .وقد استفادت من تقسيم العالم الهندي سنة 1947 (من حيث المساحة ، السكان ، التجهيزات الصناعية ، المدن ...الخ ) . وكانت دائما تقدم كنموذج للدول المتخلفة . غير أن نموها الاقتصادي عرف ارتفاعا ملحوظا منذ سنة 1985 (الرتبة الرابعة عالميا على مستوى الناتج الداخلي الاجمالي)،مما جعلها تصنف ضمن القوى الاقتصادية الصاعدة . لكن هذا التطور لم ينعكس على المجتمع لذلك فالهند مازالت تعيش مظاهر التخلف بسبب تداخل عدة عوامل.
- فما هي مظاهر الثورة الزراعية ؟وما هو دورها في نمو الاقتصاد الهندي؟
- ما هي جوانب نمو القطاع الصناعي ودوره في تطور اقتصاد الهند ؟
- وما هي مظاهر ثورة تكنولوجيا الاتصال ؟وما هو دورها في القوة الاقتصادية للهند على المستوى العالمي؟

Ⅰ- مظاهر الثورة الزراعية في الهند والعوامل المفسرة لها

1-مظاهر نمو الفلاحة الهندية وجوانب قوتها
- تنوع الإنتاج وضخامته جعل الفلاحة الهندية تحتل المرتبة الرابعة عالميا .حيث تحقق الزراعة المعيشية إنتاجا ضخما، يأتي في مقدمتها الأرز(الرتبة 2 عالميا) القمح (الرتبة 2 عالميا) الذرة (الرتبة 5 عالميا) .كما تعرف بعض المنتوجات التسويقية فائضا في الإنتاج يوجه نحو التصدير،مثل الشاي (الرتبة 2 عالميا) قصب السكر (الرتبة 2 عالميا) القطن (الرتبة 2 عالميا) الحوامض (الرتبة 3 عالميا) .وعلى مستوى تربية الماشية تمتلك الهند ثاني اكبر قطيع من الأبقار في العالم ، غير آن الديانة الهندوسية تحد من الاستفادة من لحم البقر .
- مساهمة الفلاحة بنسبة 17.5 % في الناتج الداخلي الخام وتشغيلها ل 52% من السكان النشيطين( 450 مليون شخص) وذلك حسب إحصائيات سنة 2010.
- تحقيق الاكتفاء لثاني أكبر تجمع سكاني في العالم (1.148 مليار نسمة).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

2- العوامل المفسرة لنمو الفلاحة الهندية

أ- الظروف الطبيعية :
-التضاريس :
نميز بين ثلاثة وحدات تضاريسية كبرى هي :
* الهملايا : تنتصب في الشمال وهي جبال حديثة وتعد الأعلى في العالم . كما تلعب دور خزان مائي يغذي شبكة مهمة من الأنهار مثل الغانج ، براهما بوتر والهندوس .
* السهل الهندي الغانجي : سهل رسوبي منبسط يتكون من إرسابات سميكة وخصبة . ونظرا لأهمية الرواسب في بعض جهات سهل الغانج ، فان هذا الأخير يتعرض باستمرار لخطر الفيضانات .
*هضبة الدكن DEKAN : تمتد على 3/2 المساحة العامة وهي جزء من القاعدة القديمة . وقد أدى تعرضها لحركات الرفع الباطنية إلى ظهور سلاسل جبلية مرتفعة في الغرب (الكات الغربية 2630 م ) واقل ارتفاعا في الشرق (الكات الشرقية ) . وتحيط بالهضبة سهول ساحلية ضيقة في الغرب وأكثر اتساعا في الشرق . كما تحتضن هضبة الدكن معظم الثروات المعدنية .
-المناخ يسود الاتحاد الهندي المناخ الموسمي نظرا للموقع في المنطقة المدارية والتعرض للرياح الموسمية . ويتميز هذا المناخ بوجود فصلين :
* فصل الشتاء معتدل الحرارة وجاف (دور الهملايا كحاجز الرياح الموسمية الشتوية)ماعدا غرب الهملايا الذي يعرف بعض التساقطات المرتبطة بوصول اضطرا بات الجبهة القطبية . لكن ترتفع الحرارة خلال الربيع لتصل إلى أكثر من 50° في صحراء الطهار .
* فصل صيف حار ومطير نتيجة هبوب الرياح الموسمية الصيفية سواء من الجنوب الغربي أو من الجنوب الشرقي . وهذه الرياح الرطبة تعطي أمطارا قوية وغير منتظمة (6000 مم في ألغات ع / 12000 مم بتشيرابونجي بمنطقة الاسام وما بين 1000-2000 في السهول الساحلية والغانج واقل من 1000 مم في الدكن واقل من 500 مم بصحراء الطهار ) مما يؤثر على النشاط ألفلاحي وتوزيع السكان .
- التربة تربة فيضية خصبة في سهل الغانج تربة خصبة سوداء (الريكور) في شمال غرب الدكن التربة الحمراء الضعيفة الخصوبة في باقي المناطق ماعدا المناطق الجافة حيث التربة عقيمة بفعل تصاعد الأملاح (الجفاف).

استنتاج : عموما ظروف طبيعية ملائمة للنشاط ألفلاحي حيث تقدر المساحة الصالحة للزراعة ب 56 % من المساحة العامة،بسبب اتساع السهول وأهمية التساقطات والتربة الخصبة والأنهار الكبرى.

ب‌-الإصلاح الزراعي (منذ بداية الخمسينات ) :ركز الإصلاح الزراعي في الخمسينات على المشكل العقاري(كانت نسبة الفلاحين المالكين للأرض لا تتعدى 3/1 مجموع الفلاحين كما أن معظم استغلالياتهم تقل مساحتها عن 2 هكتار بسبب تركز الملكيات الكبرى بيد الزامندارات والمرابين ) حيث ألغى نظام الزمندار وحدد الملكية في 11 هكتار في البنجاب و 25 هكتار بالاسام . كما استهدف الإصلاح حماية الفلاحين من المرابين وتشجيعهم على تكوين تعاونيات. غير أن هذه الإصلاحات تحايل عليها كبار الملاكين الذين احتفظوا بأراضيهم ونفوذهم ،هذا إضافة إلى كونها إصلاحات سطحية .

ج‌-الثورة الخضراء : (منذ تولي انديرا غاندي سنة 1966 )

مع جفاف 1965-1966 ( الذي هدد بجماعة كبرى لولا المساعدات الخارجية وخلف 2/1 م ضحية ) تبين للمسئولين أن إعادة توزيع الأراضي لن يحل المشكلة بسبب النمو الديموغرافي السريع . لهذا اتجهوا نحو الزيادة في الإنتاج في إطار ما يسمى " بالثورة الخضراء " . وقد ركزت هذه الأخيرة على إدخال البذور ذات المردود المرتفع الزيادة في استعمال الأسمدة والمبيدات توسيع الأراضي السقوية . وقد تطلبت هذه الإجراءات استثمارات مهمة ودعم المنتوجات الفلاحية .
ونتيجة للثورة الخضراء استطاعت الهند في الثمانينات تحقيق الاكتفاء الذاتي بل وفرت احتياطيا من الحبوب واجهت به جفاف 1987 دونما حاجة للمساعدات الخارجية . كما زادت مساحة الأراضي المزروعة من 118.7 مليون هكتار عام 50/1951 إلى 140.2 مليونا عام 1970، ثم إلى 142.2 مليونا عام 89/1990. كما زاد إنتاج الهند من الحبوب الغذائية من 50.8 مليون طن عام 50/1951 إلى 179.1 مليونا عام 93/1994.
غير أن الثورة الخضراء انحصر تطبيقها في المناطق حيث الظروف الطبيعية والعقارية ايجابية (مثل : البنجاب وتاميل نادو ) بينما استمرت معظم المناطق تعتمد على الأساليب البدائية . كما أن الثورة وان عملت على حل معضلة الإنتاج إلا أنها لم تحل المشكل العقاري إذ مازال 10% من الفلاحين يملكون أكثر من 50% من الأراضي الزراعية في حين 33% لا يملكون شيئا . وهذا ما جعل 350 م فلاح يعيشون تخت عتبة الفقر خاصة مع تخلي الدولة مؤخرا عن مساعدة البادية في إطار عجز ميزانيتها إضافة إلى تعثر مشاريع توسيع القطاع السقوي .

II- مظاهر الثورة الصناعية بالهند والعوامل المفسرة لها

1-خصائص الصناعة الهندية ومظاهر تطورها

-التطور المطرد للإنتاج الصناعي حيث تضاعف الإنتاج عشرات المرات ما بين 1950 و2005 خاصة بالنسبة لصناعات الصلب والسيارات والاسمنت والنسيج. وهكذا ازدهرت الكثير من الصناعات بالهند على رأسها :
*صناعة النسيج : أهم الصناعات الهندية (28% من مجموعات الصادرات الهندية+ RM2 في إنتاج الحرير +RM3 في إنتاج النسيج القطني ). وتتركز في احمد أباد وبومباي والمدن الجنوبية . غير أنها تعاني من ضعف القدرة الشرائية في الداخل والمنافسة الحادة في الخارج .
*الصناعة التعدينية : انطلقت منذ 1911 في جامشد بور . وتتركز حاليا في الشمال الشرقي حيث مناجم الفحم والحديد (44.3 م طن من الصلب ). والى جوارها ظهرت الصناعات الميكانيكية مثل معدات السكك الحديدية (كاليكونا) السيارات (بومباي) الطائرات (باكلور) ← شركة Hindoustan aeronies .
*الصناعة العالية التكنولوجية : أصبحت تحظى بالاهتمام لتلبية حاجيات الهند من الآلات الدقيقة وهكذا ارتفع إنتاج المعادن الاليكترونية بل إن منطقة بانكلور أصبحت مقصدا للشركات المتعددة الجنسية المتخصصة في المعلوميات مثل I.B.M وMicrosoft بسبب تتوفر الهند على يد عاملة متخصصة ومهرة ورخيصة في هذا المجال .

- مساهمة الصناعة ب24.4 % من الناتج الداخلي الخام وتشغيلها ل 14 % من السكان النشيطين حسب إحصائيات 2010.
- ومن خصائص الصناعة الهندية كذلك تركز معظمها بالمناطق الساحلية حيث تتوزع على أربع مناطق وهي : منطقة كالكوتا بالشمال الشرقي، منطقة بومباي بالجهة الغربية، منطقة بنغالور- مادراس بالجنوب ثم منطقة دلهي – امريستار بالشمال.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
2-العوامل المفسرة للثورة الصناعية بالهند

-الثروات الطبيعية : تتوفر الهند على معادن كثيرة تتركز معظمها في هضبة الدكن ويوجه جزء من الإنتاج نحو التصدير فهي مثلا تحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الحديد،والسادسة في إنتاج البوكسيت ،و13 في إنتاج الزنك،و15 في إنتاج الفوسفاط،و16 في إنتاج الرصاص. أما بالنسبة لمصادر الطاقة فتحتل الرتبة 4 في إنتاج الفحم الحجري،و22 في إنتاج الغاز الطبيعي،و25 في إنتاج النفط.
- استفادة الصناعة من اهتمام الدولة بالبحث العلمي ما مكن الهند من صنع القنبلة الذرية 1974 وإطلاق أول قمر صناعي وتطوير الصناعات الميكانيكية والصناعات الدقيقة .
- إقدام الدولة على إحداث 83 منطقة صناعية خاصة ، من اجل توفير الظروف الملائمة لدخول الاستثمارات الأجنبية ← ارتفاع قيمة الاستثمارات الأجنبية من 1 مليار دولار سنة 1992 إلى 5 مليار دولار سنة 2006.
- تشجيع الاستثمارات الأجنبية خاصة في المشاريع الموجهة نحو التصدير .
- تخفيض العملة الهندية (الروبية) وجعلها قابلة للصرف .
- تطبيق سياسة الخوصصة ←
-- تحرير الواردات والتخفيض من الحقوق الجمركية وتشجيع الصادرات .

III- مظاهر ثورة تكنولوجيا الاتصال بالهند والعوامل المفسرة لها

1-مظاهر ثورة تكنولوجيا الاتصال بالهند
يسجل قطاع تكنولوجيا الاتصال في الهند نموا سنويا جد مرتفع ،حيث تقوم الحكومة والقطاع الخاص بتشجيع المبادرات والاستثمارات في مجال تكنولوجيا الاتصال وأصبحت الهند دولة رائدة في إنتاج وتصدير برامج المعلوميات إلى أنحاء مختلفة من العالم وفي مقدمتها أمريكا الشمالية(67.7 %) ، أوربا الغربية (21.3 %)، أمريكا اللاتينية (5.9 %)، و بلدان آسيا (5.2%).وأصبحت نسبة النمو السنوي لقطاع الاتصال تصل إلى % 50.كما شيدت لها مراكز خاصة تستقر بها فروع شركات أجنبية مثل ميكروسوفت الأمريكية،ومنها على سبيل المثال مدينة بنغالور وحيدر أباد.

2-العوامل المفسرة لتطور قطاع تكنولوجيا الاتصال
تستفيد تكنولوجيا الاتصال من :
- دعم الدولة بإحداث المعاهد و الجامعات، وتأسيس إدارة تكنولوجيا الإعلام منذ 1999 والتي قامت بخلق مراكز تكنولوجية داخل المناطق الاقتصادية بهدف استقطاب المقاولات الأجنبية وتشجيع هذه الأخيرة بالامتيازات الضريبية.
- تهافت المقاولات الأجنبية على الهند مثل ABM وMICROSOFT التي زادت من نسبة استثماراتها في هذا القطاع نظرا ل : الـتأهيل الجيد للتقنيين و المهندسين الهنود ضعف أجورهم فالمهندس الهندي يتقاضى دخلا يقل بثلاث مرات عن نظيره الفرنسي وبخمس مرات عن مثيله بالولايات المتحدة الأمريكية و القدرة على تنفيذ البرامج و تسليمها بسرعة مما يمكن من تلبية الطلب في الوقت المناسب.

الخاتمة:
تمكنت الهند من تحقيق خطوات كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية والتخلص من بعض مظاهر التخلف خاصة مع انفتاحها على الخارج واتجاهها نحو الاقتصاد الليبرالي ،مما مكن ميزانها التجاري من تحقيق فائض سنة 1993 . غير أن كل ذلك لم يمنع استمرار بعض مظاهر التخلف المرتبطة بالنمو الديموغرافي المرتفع :
* مؤشر التنمية البشرية 0.519 ← الرتبة العالمية 119.
* الناتج الوطني الإجمالي للفرد 1023 $ ← الرتبة العالمية 187 . 


الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عظمى



تمهيد:
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم حسب التصنيف الدولي، لكنها تواجه بعض المشاكل.
v    ما هي المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية للولايات الأمريكية؟
v    ما هي مظاهر وعوامل تفوق الاقتصاد الأمريكي؟
v    ما هي مشاكل الاقتصاد الأمريكي؟
المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية الولايات المتحدة الأمريكية:
المؤهلات الطبيعية:
تتدرج تضاريس الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق إلى الغرب على النحو الآتي:
ü     السهل الساحلي الشرقي: ويطل على المحيط الأطلنتي ويتميز بمساحة محدودة.
ü     مرتفعات الأبلاش: كتل قديمة منعزلة قليلة إلى متوسطة الارتفاع.
ü     السهول الوسطى: تشكل الجزء الأكبر من تضاريس الولايات المتحدة الأمريكية وتنقسم بدورها إلى ثلاث مناطق: منطقة البحيرات الكبرى – منطقة المسيسبي Mississipi - السهول العليا .
ü     مرتفعات الغرب الأمريكي: وتشمل جبالا مرتفعة كجبال الروكي وهضابا عليا كهضبة كولومبيا.
يتنوع مناخ الولايات المتحدة الأمريكية بفعل عدة عوامل:
توجد في الولايات م الأمريكية الأقاليم المناخية الآتية: المناخ القاري الرطب في وسط وشرق البلاد- المناخ القاري الجاف والمناخ الجبلي في الغرب الداخلي- المناخ شبه المداري في الجنوب الشرقي عند خليج المكسيك - المناخ المتوسطي في منطقة كاليفورنيا-  المناخ المحيطي في الساحل الشمالي الغربي للبلاد.
تتحكم عدة عوامل طبيعية في المناخ الأمريكي منها : الموقع في العروض الوسطى – ضخامة المساحة – الانفتاح على الكتل الهوائية القطبية والمدارية – الامتداد الطولي للتضاريس – التأثر بالتيارات البحرية .
مصادر الطاقة والمعادن:
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أهم الدول المنتجة لمصادر الطاقة (الفحم، البترول والغاز الطبيعي) وللمعادن خاصة الحديد والفوسفاط والنحاس والرصاص، ورغم ذلك تلجأ إلى الاستيراد نظرا لقوة صناعتها.
الخصائص البشرية:
انتقل عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية من أربعة ملايين نسمة سنة 1776 (تاريخ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية) إلى 306 مليون نسمة سنة 2009 ويفسر هذا التطور السكاني الكبير بعاملين هما:
ü     عامل رئيسي: استقبال الملايين المهاجرين خاصة من أوربا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
ü     عامل ثانوي: معدل التكاثر الطبيعي الذي أصبح ضعيفا منذ منتصف القرن 20 بسبب تطبيق السكان لسياسة تحديد النسل.
أدى توافد المهاجرين إلى التنوع العرقي. ويشكل العنصر الأبيض الجزء الأكبر من سكان الولايات المتحدة الأمريكية وهو في معظمه من أصل أوربي. أما الأقليات فتشمل باقي العناصر وفي طليعتها السود ذوو الأصل الإفريقي، والعناصر الصغر ذوو الأصل الأسيوي، وأخيرا الهنود الحمر الذين يعتبرون السكان الأصليين، أمام ضعف معدل التكاثر الطبيعي ترتفع نسبة الشيوخ، وتطغى الفئة الوسطى.
يتباين التوزيع الجغرافي لساكنة الولايات المتحدة الأمريكية حيث ترتفع الكثافة السكانية في المنطقة الشرقية والساحل الغربي بسبب ملائمة الظروف الطبيعية وأهمية النشاط الاقتصادي. في المقابل فالكثافة السكانية ضعيفة في الغرب الداخلي أمام قساوة الظروف الطبيعية وهزالة النشاط الاقتصادي.
الجوانب التنظيمية والعلمية:
يتخذ التركيز الرأسمالي شكلين رئيسيين هما:
ü     التركيز الأفقي: اندماج الشركات المتشابهة التخصص.
ü     التركيز العمودي: اندماج الشركات ذات التخصصات المتكاملة.
أدى التركيز الرأسمالي إلى ظهور المؤسسات الاقتصادية العملاقة والتي يمكن تحديدها على النحو الآتي:
التروست  Trust: شركة ضخمة تهيمن على إنتاج مادة معينة.


ü     الهولدينغ Holding أو شركة التملك: مؤسسة مالية تمتلك أو تساهم مساهمة رئيسية في رأسمال عدة شركات.
ü     التجمع الصناعي: تكتل لشركات صناعية متباينة التخصصات دون أن يصل إنتاج كل واحد منها مستوى الاحتكار.
تتضافر جهود الدولة الأمريكية والقطاع الخاص والجامعات والمعاهد العليا في مجال البحث العلمي والتكنولوجي وذلك لمواكبة متطلبات السوق وللحفاظ على تفوق الاقتصاد الأمريكي.
مظاهر وعوامل تفوق الاقتصاد الأمريكي:
النشاط الفلاحي:
تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب (خاصة القمح، الذرة، الأرز) والمزروعات الصناعية (من بينها الصوجا والقطن والشمندر السكري) وبعض أنواع الخضر والفواكه . وتمتلك قطيعا مهما من المواشي في طليعتها الأبقار.
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول مصدر للمنتوجات الفلاحية وخاصة الذرة والصوجا والقطن والقمح
يتمركز النشاط الفلاحي الأمريكي في السهول الوسطى التي تعتبر أكبر مجال فلاحي في العالم، فضلا عن المناطق الساحلية الجنوبية والشرقية والغربية. في المقابل فالفلاحة ضعيفة في الغرب الداخلي.
تفسر قوة الفلاحة الأمريكية بعدة عوامل من بينها:
ü     ظروف طبيعية ملائمة على العموم: انتشار السهول والمنخفضات،  تنوع المناخ، خصوبة التربة،الاعتماد على تقنيات وأساليب حديثة.
ü     دعم الدولة للقطاع الفلاحي وتوفيرها للتجهيزات الأساسية مثل السدود.
ü     الانتقال من الزراعة الوحيدة الإنتاج إلى الزراعة بالتناوب .
ü     تبادل التأثير بين الفلاحة من جهة، والصناعة والتجارة والخدمات من جهة ثانية. وهذا ما يعرف باسم أكربيزنيسAgribusiness.
النشاط الصناعي:
تعد الولايات المتحدة الأمريكية القوة الصناعية الأولى في العالم حيث تساهم بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي لعدة صناعات من بينها صناعة السيارات والصلب والألومونيوم وصناعة الطائرات ومعدات غزو الفضاء بالإضافة إلى الصناعة الكيماوية والصناعة الإلكترونية والمعلوماتية.
تضم الولايات المتحدة الأمريكية مناطق صناعية رئيسية يمكن تحديدها على الشكل الآتي:
ü     منطقة الشمال الشرقي: مجال صناعي قديم ينقسم إلى منطقتين هما: منطقة الميكالوبوليس   Megalopolis  (نطاق المدن العملاقة الممتد من بوسطن إلى واشنطن  عبر نيويورك) ومنطقة البحيرات الكبرى.
ü     منطقة الجنوب: وتشمل مدنا صناعية من أهمها دلاس، وأطلنتا، وهوستون، ونيوأورليانس .
ü     الغرب الساحلي: ويضم مدنا صناعية في مقدمتها لوس أنجلس، وسان فرانسكو، وسياتل.
ترجع قوة الصناعة الأمريكية إلى العوامل الآتية:
ü     فعالية التركيز الرأسمالي.
ü     الاهتمام بالبحث العلمي والتكنولوجي.
ü     أهمية السوق الاستهلاكية أمام ارتفاع عدد السكان وارتفاع الدخل الفردي.
ü     وفرة اليد العاملة المؤهلة سواء منها الأمريكية أو الأجنبية.
ü     التسهيلات الجبائية والإدارية التي تقدمها الدولة الأمريكية للمستثمرين.
ü     وجود رصيد مهم من مصادر الطاقة والمعادن واستيراد الجزء المتبقى بتكاليف ضعيفة.
النشاط التجاري:
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة تجارية وأول مصدر ومستورد في العالم. بالنسبة لتركيب التجارة الخارجية الأمريكية تشكل المنتجات الصناعية الجزء الأكبر من الصادرات والواردات. تفسر قوة التجارة الأمريكية بعدة عوامل منها:
·        ضخامة الإنتاج الصناعي والفلاحي.
·        كثافة شبكة المواصلات الداخلية والخارجية .
الانتماء إلى مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر


·        التعامل التجاري مع معظم دول العالم وخاصة البلدان الأسيوية والأوربية وأمريكا اللاتينية .
مشاكل الاقتصاد الأمريكي:
مشاكل الفلاحة:
تضخم الإنتاج الفلاحي: يرتبط هذا المشكل بالأسباب التالية:
ü     المنافسة الأجنبية من طرف الدول ذات المؤهلات الفلاحية الكبرى.
ü     تمكن بعض زبناء الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ü     تقلص مشتريات الدول الفقيرة من المنتوجات الفلاحية الأمريكية.
ü     تدهور المجال الفلاحي: يؤدي السقي الكثيف إلى استنزاف الفرشة المائية وارتفاع نسبة الملوحة. وتتسبب الزراعة الوحيدة الإنتاج في فقر التربة وتعرف الفلاحة الأمريكية أيضا مشكل انجراف التربة.
مشاكل الصناعة:
ü      ضعف القدرة التنافسية للمصنوعات الأمريكية مقارنة مع منتوجات البلدان الصناعية الجديدة، اليابان، ودول الاتحاد الأوربي بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج الصناعي الأمريكي أمام ارتفاع الأجور وقدم التجهيزات.
ü     الحاجة إلى مصادر الطاقة والمعادن رغم التوفر على رصيد مهم منها وبالتالي ضرورة استيرادها بكميات ضخمة لتلبية متطلبات الصناعة الأمريكية.
عجز الميزان التجاري:
تفوق قيمة الواردات قيمة الصادرات لعدة أسباب منها: ضعف القدرة التنافسية للمصنوعات الأمريكية، وتزايد استيراد مصادر الطاقة والمعادن وضمنها البترول .
الأخطار المناخية والبيئية:
ü     تعرف الولايات المتحدة الأمريكية أخطارا مناخية كبرى منها: الأعاصير، والزوابع القوية، والفيضانات، والعواصف الثلجية، والرياح القطبية، وشدة الحرارة صيفا في بعض المناطق.
ü     يتخذ تدهور البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية أشكالا متعددة منها تلوث الهواء والمياه والتربة، وسوء استغلال الموارد الطبيعية، و حدوث الأمطار الحمضية.
خاتمة:
رغم هذه المشاكل تظل الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم.

شرح المصطلحات :
Ø     الزراعة بالتناوب أو الدورة الزراعية: تعاقب مزروعات مختلفة في نفس الحقل للحفاظ على خصوبة التربة.
Ø     الزراعة الكثيفة: زراعة ذات مردوية مرتفعة وهي نقيض الزراعة الخفيفة أو الواسعة.
Ø     الرعي الواسع: المعتمد على أساليب تقليدية.
Ø     حزام الشمس: شريط يمتد من فلوريدا إلى ساحل المحيط الهادئ، يفصل بين المناطق الباردة شمالا والمناطق الحارة جنوبا.
Ø     السيليكون فالي أو وادي السيليكون: أكبر تجمع للمقاولات المختصة في الصناعات الإلكترونية والمعلوماتية، و يقع قرب سان فرانسيسكو.
Ø     الأمطار الحمضية: أمطار ناتجة عن  شدة ارتفاع  نسبة الغازات الصناعية في الهواء.